تداعيات ما أقدم عليه اتحاد غرب آسيا بدعوته في جمعيته العمومية الأخيرة للمرشح لرئاسة الاتحاد الآسيوي الصيني جيلونج وتجاهله للمرشح الآخر الإماراتي يوسف السركال أخذت في التصاعد، ولا أشك بأنها ستتحول في الأيام المقبلة إلى زلزال سيضرب غرب القارة الصفراء، وأتوقع أيضاً أن يكون هذا الزلزال أقوى بكثير من الزلزال الذي هزها في مايو 2009 إبان تنافس محمد بن همام والشيخ سلمان بن إبراهيم على مقعد اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي (الفيفا)، وأفضع من الزلزال الذي هزها في يناير الماضي حينما تنافس الأمير الأردني علي بن الحسين والكوري الجنوبي تشونج مونج جون على مقعد نائب رئيس الفيفا عن قارة آسيا. ما يجعلني أذهب إلى هذا التوقع هو وجود بوادر لخطط يبدو أنها تحاك في الغرف المظلمة، وظهور لبعض الأيادي التي طالما عرفت بتحريكها لخيوط المؤامرات في الخفاء، وكل ذلك ليس بمعزل عما حدث في المعركتين الانتخابيتين بين ابن همام وسلمان بن إبراهيم، وبين علي بن الحسين وتشونج جون. إنني لا أدَّعي التبصير –والعياذ بالله- ولكن حسبي أن أحلل الأمور، وأقرأ المواقف لأقف على الحقائق، وهي التي تكشف اليوم عن حقيقة ما ذهبت إليه في رؤية سابقة بأن دعوة الصيني جيلونج وتحييد السركال في جمعية اتحاد غرب آسيا الفائتة لم يكن عملاً بريئاً، أو ارتجالياً، وإنما كان عملاً مخططاً له بدهاء ومكر شديدين، ويكفي أن نحلل الأسماء المعنية بترتيب حضور المرشح الصيني، ونربطها ببعض الأسماء، والمواقف، والاصطفافات لنتيقن أن الأمر أكبر من أن نتعامل معه بسطحية. وتزداد الأمور تكشفاً مع التسريبات غير العفوية أيضاً عن احتمالية ترشح الشيخ طلال الفهد للمنصب الآسيوي الأكبر، حتى مع محاولات النفي؛ فمثل تلك الشائعات هي بمثابة بوالين اختبار، وفي ظني لا أحد يجيد هكذا لعبة أكثر من الشيخ طلال غير شقيقه الشيخ احمد الفهد، ويكفي أن يمر هذان الأسمان مجرد مرور في ملف القضية لندرك أن وراء الأكمة ما وراءها. كل ذلك أتوقعه بل وأكثر، خصوصاً وان الملعب الآسيوي اليوم أصبح فارغاً من محمد بن همام مع قرار محكمة (الكاس) الأخير الذي طوى صفحة الرجل القطري القوي جداً، ما يسمح للشيخ أحمد الفهد أن يتحرك فيه بسهولة وإبداع متناهيين برحيل أعتى خصومه وأشدهم مراساً؛ خصوصاً وهو ذو المهارة الفائقة في هكذا ملاعب، في وقت سيفتقد فيه السركال الجدار الصلب الذي طالما ظل يستند عليه والذي وضعه كثاني قيادي في القارة الآسيوية، وهو ابن همام نفسه. ما يهمني في المعركة الانتخابية المنتظرة هو الموقف السعودي؛ إذ لا يمكن في ظل تلك الاتهامات التي باتت توزع باتجاه اتحاد غرب آسيا بعد دعوة المرشح الصيني أن يقف الاتحاد السعودي صامتاً مكتوف اليدين؛ إذ لا بد عليه أن يفرز موقفه عن موقف اتحاد غرب آسيا، او على الأقل أن يعلن موقفه سواء بالتأييد او عدمه. المهم ألا يدخل في لعبة المؤامرات، والأهم ألا يكون كالأطرش في الزفة.