احتاج لاعبو المنتخب السعودي ثلاث دقائق من أجل حسم تفوقهم على منافسهم منتخب هونغ كونغ مع الدقائق (45) و(46) و(48)، إثر سيطرتهم المطلقة على المباراة من أول دقائقها، في مباراة تم خلالها إجبار لاعبو هونغ كونغ على المكوث في مناطقهم الدفاعية طوال التسعين دقيقة، وعلى رغم ضعف المنافس على جميع الأصعدة إلا أن لاعبي المنتخب السعودي بذلوا جهداً كبيراً من أول دقائق المباراة، لم يوفقوا في تسجيل هدف مبكر مع وفرة الفرص الخطرة على مرمى هونغ كونغ، وبنتيجة ثلاثة أهداف قطع «الأخضر» مشواراً هاماً في تخطي هذا الدور والانتقال للدور الآخر على حساب هونغ كونغ، واستغلال هذا الفوز في إعادة الثقة المفقودة ولو بشكل تدريجي لمحبي المنتخب السعودي. الضغط العالي بدد المخاوف المنهجية التكتيكية التي طبقها لاعبو المنتخب السعودي بالضغط على دفاعات ووسط منتخب هونغ كونغ أثمرت سريعاً، إذ سيطروا على كل جزء في ملعب الخصم، وأبدعوا في تنويع الهجمات على مقربة من حارس مرمى المنافس، وتحصل السالم على فرص خطرة لم يوفق في التعامل معها، إضافة إلى تدخلات حارس المرمى الجيدة، وعلى رغم ضياع العديد من الفرص، وذهاب وقت الشوط الأول للنهاية، إلا أن هجوم ووسط «الأخضر» كان حاضراً بقوة، وهو ما منح ناصر الشمراني فرصة تسجيل هدف المباراة الأول (44) مستغلاً ارتباك مدافعي وحارس هونغ كونغ جراء الضغط العالي الذي مورس ضدهم من أول دقيقة، وكان لهذا الهدف دفعة مضاعفة لدى لاعبي المنتخب السعودي في البحث عن زيادة الغلة التهديفية، وهم يلمسون ضعف المقاومة من منافسهم، وتواضع قدرات أفراده مهارياً وتكتيكاً. هدف متأخر «أحبط» مخططات هونغ كونغ هدف ناصر الشمراني مع الدقيقة 45 كانت له عدة تحولات في المباراة، فالهدف منح السعوديون ثقة مضاعفة، ومنحهم حافزاً رفع رصيدهم التهديفي، ومن جهة المنافس فقد وقع كصدمة في وقت متأخر من الشوط الأول، ولم يلبثوا إلا أن تلقوا الهدف الثاني من رأسية أسامة المولد في الوقت المحتسب بدل الضائع من الشوط الأول، ما أعطى دفعة معنوية أخرى للاعبين بأن يغادروا لغرفة تبديل الملابس، وهم متفوقون على منافسهم ميدانياً وتهديفياً، وقطعوا بهذه النتيجة مشواراً جيداً في حسم نتيجة المباراة، وربما لمباراة الرد في هونغ كونغ الخميس المقبل. وكان قائد الوسط السعودي محمد نور « سبباً» في ربط الوسط بالمهاجمين، و«دوراً» في تسريع وتهدئة رتم المباراة بفضل الخبرة الميدانية التي يتمتع بها، إضافة إلى القدرات المهارية المميزة التي يمتلكها. الثالث « أطفأ» الحماس ساهم الهدف الثالث للمنتخب السعودي المسجل من ناصر الشمراني (48) في تهدئة رتم المباراة فزادت معها التمريرات ما بين لاعبي «الأخضر»، وأصبحت الفردية هي المسيطرة على تناقلهم للكرة، وهذا ما سمح للاعبي هونغ كونغ «المرهقين» في تشتيت الكرات بشكل عشوائي، من أجل منع أية مطامع سعودية في زيادة الغلة التهديفية، هذه العشوائية الهجومية للمنتخب السعودي جعلت المدرب روجيرو ينظر للمباراة المقبلة، وزج بخالد الزيلعي على حساب محمد نور. ظهيران ولكن ميدانياً جناحان الأدوار المزدوجة لأطراف المنتخب السعودي يميناً حسن معاذ ويساراً عبدالله شهيل كانت أهم مفاتيح التفوق والتهديد على مرمى هونغ كونغ، وكانت تحركاتهم المميزة دافعاً للاعبي الوسط بأن يحصروا تركيزهم على إيجاد منافذ في عمق دفاع هونغ كونغ، وما قدمه اللاعبان في هذه المباراة يعتبر من الفوائد العديدة التي خرج منها المنتخب السعودي حتى وإن كان المنافس «متواضع» الإمكانات، إلا أن الأهم هنا كيف استغل ظهيري الجنب المساحات خير استغلال، وتحولت أدوارهم في أجزاء من الثانية من دفاعية إلى هجومية، وخلقوا العديد من فرص التسجيل، إلا أن المهاجمين لم يجيدوا استغلالها كما يجب، إضافة إلى اصطدام هذه الكور في حاجز الكثافة العددية لمدافعي منتخب هونغ كونغ.