كنت في حيرة حينما أعلن الهولندي رايكارد مدرب منتخبنا الوطني أول برنامج تحضيري له مع الأخضر "دون أن يحدد مباريات ودية"، ولاسيما أنه لم يتعرف على اللاعبين من أرض الملعب، وطرحت هذا التساؤل في ظل "هوشة" الحديث عن إبعاد محمد نور وضم ياسر القحطاني كقضية ساخنة في إحدى حلقات برنامج "فوانيس" عبر القناة الرياضية، وأيدني – دون إسهاب – الدكتور مدني رحيمي، وفي أول مؤتمر صحفي لرايكارد الجمعة قبل الماضي، برر قائلا: "سأكتفي بالمناورات في التدريب بين فريقين من ال 28 لاعبا وستكون المناورات ساخنة وسأستطيع إيقاف اللعب وتطبيق التكتيك". احترمت إجابته مع يقيني أنه بحاجة إلى مباراتين في ظرف 11 يوما من التدريب قبل أن يواجه عمان ثم أستراليا في وقت قصير جدا، والواضح أن رايكارد وبعد أول ثلاثة أيام تدريب تيقن أن اللاعبين ليسوا على القدر الاحترافي (التكتيكي) الذي ينشده مثلما في أوروبا، بل ولمس البون الشاسع لذا وجد أنه من الضروري أن يجري مباريات ودية فطلب اثنتين أولاهما اليوم مع "الوحدة" الإماراتي، وهنا أحيي رايكارد على تداركه لخطئه، ولكنني متيقن أنه سيواجه صعوبات في تطبيق التكتيك، بسبب "بطء" حركة اللاعب السعودي وأنانيته. وبالمناسبة، أتعجب ممن مازلوا يمارسون النقد بأسلوب وأهداف "المؤامرة" وأن اتحاد القدم يتآمر على محمد نور ويجامل ياسر القحطاني، والمؤسف أن هذا النقد الذي لا أدري ماذا أسميه، يتنامى يوما عن آخر، وربما لن يصمت هؤلاء إلا بعد أن يعتزل نور وياسر..! لا أعني تكميم الأفواه أو تحريم النقد، فنحن من النقد وفيه وإليه، لكن أن يصر هؤلاء على أن إبعاد نجم وراءه أسرار حربية وتحطيم وانتقام، وفي المقابل ضم نجم آخر بمثابة المجاملة والعلاج النفسي والوصاية، فلم يعد أمام هؤلاء إلا أن يتوشحوا كراسي المسؤولية عوضا عن الرئيس والمدرب والإداري والمترجم والطبيب. نور "نجم" ويستحق بشدة أن نسأل عن سبب إبعاده والحال تماما ينطبق على ياسر بالصورة المعاكسة في الوقت الراهن، لكن وحينما يجيب "المختص" الأول وهو رايكارد ويقول "نور كبر سنه ولا يناسب المرحلة الحالية، وياسر نجم مهم جدا جدا بالنسبة لي، ولديه إمكانات كبيرة"، فيجب أن نحترم الرأي الذي عززه بأنه "اتخذ القرار بعد الاجتماع بمساعديه"، وهؤلاء المساعدون لهم اختصاصات مختلفة تؤول نتيجتها إلى "هدف" واحد. أزيد بأنني سبق وقلت إن أفضل مرحلة مرت على المنتخب دون شوشرة كانت مع المدرب "المؤقت" روجيرو الذي ضم محمد نور لمباراتي هونج كونج وانتهت المهمة دون ما يعكر العمل، والآن ومع مدرب "جديد" كثيرون لجلجوا لأجل ضم لاعب وإبعاد آخر..!! الواضح أن رايكارد سيركز على مجموعة لاعبين حيويين يدعمهم بمعدل لاعب واحد من ذوي الخبرة الكبيرة في كل خط، علما أنه يواجه "خلل" مدة المعسكر والمباريات الودية والإصابات التي طالت بعض النجوم، وحتمت استدعاء بدلاء، لذا لا نستبعد أن يستدعي نور في أي وقت. ختاما: أمني النفس بأن أخصص مقالا للتعليق على تفاعل القراء في بعض المواضيع السابقة. وبالمناسبة أقول "عيدكم مبارك، تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام والدعاء".