من أكثر الأشياء المزعجة أن تشاهد سيارة إنسان عادي تقف في أحد مواقف المعوقين، سواء في الأسواق العامة أو الدوائر الحكومية أو غيرهما، ومع الأسف الشديد ينسى من أوقف سيارته ماذا سيعاني منه المعوق أو ذو الاحتياجات الخاصة عندما يود الوصول لمبتغاه من صعوبة قد تحرمه من إكمال مشواره والعودة من حيث أتى، البعض يستسهل الأمر ولا يدرك أنه بهذا الفعل حرم هذا الإنسان وعطّله عن الحركة بسهولة، أحياناً قد تؤخذ الأمور من قبل البعض دون مبالاة ومراعاة لمشاعر الغير فقط نذكر أنفسنا وننسى غيرنا ممن لديهم ظروف صحية يحتاجون لوقفتنا معهم، والأمر ليس وقفة مادية وهذا ما يتبادر لأذهان البعض ولكنها وقفة إنسانية بالكلمة والاحترام والتقدير، عدم وقوفك في أماكنهم المخصصة هو احترام لهم ولخصوصيتهم، وهو انعكاس لثقافة مجتمع لابد أن يعي ويدرك أهمية هذه الفئة الغالية علينا جميعاً، هم يجدون الدعم والاهتمام من قبل المؤسسات الحكومية ولله الحمد وإن كانوا يودون أكثر، لكن لابد أن نثقف المجتمع من خلال المؤسسات التعليمية، الطلاب والطالبات، الأبناء داخل المنزل، وسائل الإعلام، كل تلك الجهود لابد أن نرى أثرها على سلوك المجتمع دخل أي سوق. أحياناً تجد لوحة وقوف مخصص للمعوقين وأحياناً لا تراها، فيحتار ولي الأمر عندما يأخذ ابنه أو ابنته للتسوق أو للتنزه أو حتى لمراجعة دائرة حكومية، فليس بمقدوره الوقوف والمشي بصحبتهما مسافات طويلة وأحياناً قد لا يجد سلالم مهيأة لهما أو مصاعد، وقد لا يجد من يساعده ويوجهه إلى أين يذهب؟ وإذا تحدثنا عن ضرورة تطبيق الغرامات فالعديد من الأماكن من الصعب تطبيقها فيه، إما لعدم وجود (سكيرتي)، أو لعدم وجود أماكن أصلاً.. في اعتقادي أن الأمر هو ثقافة مجتمع يجب أن يعي واجباته تجاه الطريق وتجاه الأماكن العامة، وتجاه الوقوف الخاطئ، وأن تطبق الغرامات بحق من يخالف، لأن من لديه من ذوي الاحتياجات الخاصة هو من يعيش المأساة وحده، فمن واجبنا أن نربي في أبنائنا حب النظام وضرورة احترامه، وأن نكون نحن القدوة لهم في سلوكياتنا وتصرفاتنا، ونسهم في رفع مستوى الوعي تجاه مجتمعنا، مجتمعنا طيب جداً وعاطفي وعندما نُوجد البرامج التي تنمي مثل تلك الجوانب الإنسانية والنظامية باستمرار حتماً سنرى أثرها واضحاً وفي تزايد، إذاً نحن بحاجة لبرامج تلفزيونية، وإذاعية، وصحفية، ومن خلال وسائل الاتصال التكنولوجية الحديثة أيضاً، كل تلك تساهم في تعزيز ورفع المستوى الثقافي في مثل هذه الجوانب.