أعاد بطل الدوري السعودي (الهلال) منافسه الأهلي للمربع الأول بعد ثلاث جولات خرج منها الفريق (الأخضر) بالنقاط الكاملة وإشادات مبالغ فيها توجته بطلا للنسخة الجديدة من دوري «زين» تلقى خسارة تاريخية من الهلال بأربعة أهداف نظيفة كانت قابلة للزيادة لولا استبسال حارس المرمى ياسر المسيليم، وساهمت النتيجة القاسية في تحويل مشاعر الفرح لجماهيره الكبيرة وأحلام العودة للبطولة الغائبة منذ العام 1404 ه إلى قلق السنين العجاف، والهزيمة المؤلمة ما كانت لتحدث بهذا السيناريو لولا الضوضاء الإعلامية التي صاحبت بداية الفريق في ثلاث جولات لا يمكن من خلالها الحكم على مستقبله في مشوار طويل الغلبة فيه تكون فقط لمن يملك قدرة النفس الطويل، والعناصر المتكاملة والخبرة العريضة واللاعبين البدلاء الذين يحتاجهم الأبطال فيظهرون في الوقت المناسب. احتاج لاعبو الأهلي لتعامل إداري خاص بعد الجولات الثلاث الأولى، وطرح إعلامي متزن يشيد بالتطور الجديد ولا يتجاهل الأخطاء التي يعانيها خصوصا في دفاعاته، والمتتبع للأهلي منذ سنوات طويلة يلاحظ فقدانه للنقد الهادف البناء الكاشف للأسباب الحقيقية التي جعلته بعيدا عن بطولة الدوري، والتي لا يلغيها حضوره بين فترة وأخرى في بطولات خروج المغلوب؛ حتى حين تحسن أداؤه قليلا لم يجد من يقدم له الوصفة الحقيقة التي تتحدث حول حقيقة تطوره مدعومة بالتشديد على أن ذلك لا يعدو كونه بداية لطريق طويل؛ بل كانت النقاط التسع كفيلة لإعلامه العاطفي بأن يتوجه للمديح ويطلق ترشيحاته ليكون بطلا للدوري، فلا هم تجرؤوا لوضع النقاط على الحروف في زمن الانهيار، ولا أجادوا التعامل المنطقي مع واقع الدوري في لحظات فوز من الباكر أن تكون عنوانا لشيء. نجح الهلال في العودة لحالته الطبيعية مرشحا قويا للحفاظ على لقبه بعد تعثره أمام الشباب وكشفت المباراة أن لاعبيه كانوا معدين جيدا من الناحية النفسية قبل الفنية واللياقية لاستغلال النفخ الإعلامي للأهلي الذي تؤكد مواجهته مع النصر في جدة رغم فوزه بها بركلتي جزاء أنه لا يزال بحاجة للكثير. وإذا أردتم أن تعرفوا الفارق عودوا لتصريحات الإداري المحنك سامي الجابر بعد نهاية المباراة وتعامله الهادئ مع الفوز الكبير، وتأكيده على أنها لا تتجاوز ثلاث نقاط في مشوار الدوري الطويل مطالبا جماهيره بمزيد من الصبر. أثبتت السنين أن أبطال الدوري يتوجون في حضرة فريق متكامل عناصريا، ومدعوم بمحترفين أجانب أكفاء، وإدارة وجهاز إداري يعمل أعضاؤه بذكاء وتعاطٍ إعلامي يعرف متى ينتقد ومن ينتقد، وفي أي وقت يشعل قناديل الفرح. كم أنا سعيد بفوز الهلال الذي أزال قلق محبيه على مستقبله هذا الموسم، وحزين في الوقت ذاته على الأهلي وجماهيره التي تستحق التقدير والعمل المتواصل من أجلها؛ فالمنطق يقول إننا لا نزال في بداية المشوار.