أجبرت الشعبية الجارفة التي تتمتع بها التكنولوجيا الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية مرشحي المجالس البلدية في كافة مناطق ومحافظات المملكة إلى توظيف هذه الوسائط للوصول إلى أكبر شريحة من الشباب؛ للتعريف بأنفسهم وعرض عناصر القوة لديهم، ومن ثم حث هذه الشريحة للتصويت لهم، الأمر الذي دفع مرشحاً في إحدى دوائر الأحساء إلى إنشاء مخيم انتخابي الكتروني في آخر صيحات عالم الانتخابات. "الرياض" استطلعت آراء بعض المرشحين والناخبين وأعضاء في المجلس البلدي السابق، حيث أوضح مرشح في إحدى الدوائر الانتخابية بالاحساء أنه حرص أشد الحرص على التعريف بنفسه لدى شريحة الشباب التي ربما لا تعرفه من خلال الوصول لهم في أماكن جلساتهم، وتنقلهم عبر الفيس بوك وتويتر الذي يدمن كثير من شبابنا الدخول عليها، وبين أنه ومن خلال فترة قصيرة وجد تفاعلاً منقطع النظير فاق توقعاته، وأصبح الشباب يتناقل اسمه، بل ويحث على التصويت له، حتى أنه لقي دعماً من الشباب السعودي المبتعث خارج المملكة، وكشف عن أنه ولما لقيته حملته الدعائية من نجاح في بدايتها فقد توسع عبر الإعلان المدفوع في عشرة مواقع إلكترونية. وأضاف المرشح أن الشباب يكره التقيد والالتزام بالذهاب إلى المخيمات أو الجلوس فيها لساعات يسمع فيها كلاماً كثيراً في ندوات أو محاضرات، لكنهم قد يمضون ضعف ذلك الوقت في تصفح الفيس بوك والدردشة وهو ما يجب استغلاله وتوظيفه لصالح هذا المرشح أو ذاك. وفي السياق ذاته أكد المرشح ذاته على أهمية تغليب مصلحة الوطن والمواطن على المصالح الشخصية، كما أكد على دعم الديموقراطية والتشجيع عليها وخدمة الوطن بكل تفان ٍ وإخلاص. بدوره أعرب مرشح آخر عن ثقته في أن ورقة شبكة الإنترنت بكل ما تحمله من عالم فسيح ورحب ستكون هي الرابحة بشكل لافت في الانتخابات الحالية، مؤكداً على أنّ قناعته الكبيرة بهذا الأمر هو ما دفعه إلى إنشاء مخيم انتخابي إلكتروني عبر صفحته على الفيس بوك، وهو المخيم الذي لقي تفاعلاً لافتاً، مضيفاً أنه يعرض من خلال المخيم كل ما يعرضه المرشحون الآخرون في مخيماتهم التقليدية، إلا أن الفارق هو في الطبقة التي تتعامل معها في الخيمة الإلكترونية وهي الشريحة المؤشرة والأكثر حضوراً وهم الشباب المثقف والمتعلم أو الذي نستطيع أن نقول عنه العصري، مشيراً إلى النت يمكن من خلاله الوصول للشباب الذين بدورهم يساهمون في تعريف أسرهم بالانتخابات. وبين مرشح آخر أن لجوء البعض إلى التركيز على المواقع الالكترونية على شبكة الانترنت أو عبر الفيس بوك جاء بسبب عدم اكتمال مقارهم الانتخابية، مشيراً إلى أنه مقتنع تماماً بعمل المخيمات ويفضلها على الفيس بوك، معللاً كلامه بالقول إن المجيء للمخيم مؤشر على تفاعل الشخص ودعمه لمرشحه، وهذا يعزز الروح المعنوية للمرشح، على العكس من الإنترنت الذي قد تجد من يدعمك الكثير من الناس عبر الكلام وليس الفعل. صفحة مرشح على الفيس بوك وامتدح عضو المجلس البلدي السابق في الاحساء الاستاذ "سلمان الحجي" استغلال التقنيات الحديثة للتوعية بالانتخابات والوصول بسهولة إلى الناخب، مبيناً أن هذا التوظيف لم يتوفر لهم في الانتخابات الأولى وهو الأمر الذي زاد من عنائهم في إيصال رسائلهم الانتخابية، داعياً إلى ضرورة استمرار تواصل المرشح في حال فوزه مع الجميع عبر نفس الوسائل وعدم الاكتفاء بالحملة الإعلامية، مضيفاً أن على المرشح الفائز أن يوظف التقنيات لتطوير أداء عمله الأمر الذي سينعكس على تطور الخدمات المقدمة للمواطن وهو الأمر الذي لأجله قامت الانتخابات. سلطان المهنا وفي سياق آخر حث "الحجي" الجميع مرشحين أو منتخبين إلى الابتعاد عن المشاحنات أو إثارة الفرقة والخلافات بين شرائح المجتمع، مؤكداً على تغليب مصلحة وخدمة الوطن على أي مصالح أخرى، مكرراً ضرورة الابتعاد عن نكء الجروح الاجتماعية ويجب أن تكون اللحمة الوطنية والاجتماعية هي السائدة لنستطيع بلوغ ما نصبو إليه من تطوير وتنمية مناطقنا ومحافظاتنا وهو ما يدعو إليه دوماً خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله-. وأشار "فؤاد السليمان" -عضو لجنة الإعلامية لأحد المرشحين- إلى أنهم شكلوا فريق عمل إعلاميا وركز على مواقع التواصل الاجتماعي لإيمانهم التام بأهمية هذه المواقع في التعريف بالمرشح وبرنامج الانتخابي والوصول إلى شريحة الشباب. وخلال جولتنا الاستطلاعية التقينا بعدد ٍ من الشباب الذي أبدوا رأيهم في الانتخابات وكيفية تعرفهم على مرشحيهم ،حيث بين "عدنان صالح" -جامعي- أنه تعرف على مرشح دائرته الانتخابية عبر صفحة الفيس بوك فيما نفى علمه بموقع مركزه الانتخابي. حسن الخليف وقال "حسن الخليف" -جامعي": إن موضوع الانتخابات لا يشكل كثيراً من اهتمامات الشباب، وأن الكثير من زملائه في الجامعة لا يعرفون أي شيء عنها، ويعتقد "أيمن الصبي" -يدرس في الكلية التقنية - أن الانتخابات ومرشحيها يجب أن يهتموا بتعريف الشباب بماهية الانتخابات وأهميتها، مشيراً إلى أنه سمع بالانتخابات لكنه لا يعرف بماذا ستعود عليهم من نفع ، ورأى "سامي شرار" أنه سيحرص على التصويت لمرشح دائرته الانتخابية. فيما بيَّن "أحمد المهنا" و"عبدالله الصويلح" و"سلطان المهنا" و"حيدر العامري" -طلاب ثانوية- أنهم لم يعرفوا شيئاً عن الانتخابات التي تقام في المملكة والذي لا يبعد سوى أحد المخيمات سوى عشرات الأمتار عن منازلهم إلا عبر البلاك بيري وصفحات الفيس بوك، وفيما إذا كانوا سوف يصوتون أم لا ؟ ردوا بالإيجاب شرط أن يكون التصويت بالنت. أيمن الصبي سامي شرار احمد المهنا علي القطيفي عدنان صالح عبدالله الصويلح