التحذير الذي أطلقته اللجنة العامة للانتخابات البلدية للمرشحين من استخدام بعض الوسائل الدعائية وحظر استخدام رسائل الجوال النصية أو الوسائط وكذلك القنوات التلفزيونية والإذاعية والفضائيات سواء العامة أو الخاصة داخل وخارج المملكة، دفع العديد منهم بإتجاه مواقع التواصل الاجتماعية «التويتر ، والفيس بوك» والتي تحولت إلى كتل انتخابية عنوانها برامج الحملات الانتخابية للمرشحين الذين قرر أغلبهم إنهاء أميته مع هذا العالم التقني الحديث والإستعانة بأطفالهم لتعليمهم التعامل مع هذه التكنولوجيا الحديثة وكيفية إنشاء صفحة شخصية لإدارة حملاتهم الانتخابية. وبحسب توقعات العديد من المتابعين لهذه الانتخابات ومن بينهم الأكاديمي الدكتور طارق الحربي فإن مواقع التواصل الاجتماعي ستكون من أفضل وسائل الدعاية الانتخابية المتاحة أمام المرشحين إذ يمكن من خلالها ترويج الأفكار والبرامج الانتخابية إلى أكبر شريحة ممكنة من الناخبين، وبإمكان المرشح عرض افكاره وبرامجه وفتح باب النقاش حولها معهم، بل واستضافتهم في حوارات مفتوحة من خلال الفعاليات العديدة المنتشرة على «التويتر» حاليا ومنها على سبيل المثال «تويت ندوة» او ما شابه ذلك، مشددا على أن أفضل ما أفرزته الانتخابات الحالية هو استخدام التكنولوجيا الحديثة، خصوصاً مواقع التواصل الاجتماعي، في الدعاية الانتخابية، وهو ما كان غير متاح في الانتخابات السابقة بسبب تغيير انظمة وشروط الانتخابات البلدية. بدوره قال المهندس حسن المسعودي: لم اكن اتوقع ان التنافس على كرسي المجلس البلدي سيدفع بكثير من المرشحين إلى ممارسة عادات انتخابية لم تكن في حسبانهم، من خلال استخدام الفيس بوك والتويتر للوصول إلى كافة شرائح المجتمع، وهو الهدف الذي وضعه الجميع نصب اعينهم بالرغم من جهل العديد منهم سابقا بكيفية استخدام وسائل التواصل الجديدة والتي تطلبت منهم تعلم أدوات تقنية جديدة بالنسبة إليهم والدخول إلى مواقع التواصل الاجتماعي التي كان البعض منهم ينظر إليها باعتبارها «مضيعة للوقت»، ولم يعلم أن هناك مجتمعا بأكمله يستطيع بضغطة زر أن يجلسه على كرسي المجلس البلدي أو يبعده عن الترشح. ويرى خالد نصار الظاهري ان هذه الأساليب الجديدة التي ساهمت في زيادة توعية المجتمع بدور الفيس بوك والتويتر تعتبر من ايجابيات الانتخابات البلدية، من خلال مساهمتها في تثقيف المرشحين بدور وسائل التواصل الاجتماعية الجديدة على الرغم من عدم وجود أي مؤشرات لنجاحهم في تحقيق تطلعات الناخبين. وكشف الشاب محمد القرني ان احد المرشحين للانتخابات البلدية الذي تربطه به علاقة قرابة طلب منه انشاء صفحة لحملته الانتخابية على الفيس بوك، مشيرا إلى ان العديد من المرشحين ليس لديهم خلفية كاملة عن آلية التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي الجديدة مما جعلهم يستعينون بأبنائهم واقاربهم لإدارة حملاتهم الانتخابية عليها. واعترف احد المرشحين - فضل عدم ذكر اسمه خوفا من الطعونات - انه قرر الاستعانة بالفيس بوك والتويتر لتمرير حملته الانتخابية، مبينا ان العديد من المرشحين يمارسون هذه الأساليب والتي حولت مواقع التواصل الحديثة إلى كتل انتخابية خاصة بعد قرار حظر استخدامهم للفضائيات والصحف في حملاتهم الدعائية.