احتفل التوأم ريتال ورتاج الخميس بعيد ميلادهما الأول في مستشفاهما بلندن وسط مشاعر غامرة بالفرحة حيث إنهما ولأول مرة تمكنتا من الجلوس واللعب معاً وذلك ما لم يكن ممكناً في السابق لأنهما ولدتا وهما ملتصقتان عند الرأس. قبل ستة اسابيع فقط كانت الطفلتان ما تزالان ملتصقتين عند الرأس بعد ولادتهما في أكتوبر الماضي في الخرطوم لأب متخصص في طب التوليد وأم طبيبة. وكان فريق بريطاني قد نجح في فصل التوأم في مستشفى" غريت اورموند ستريت" في لندن بعد اربع جراحات معقدة. وقدر الأطباء نجاح عملية الفصل بنسبة واحد إلى عشرة ملايين. وعانت رتاج التي كانت تضخ معظم الدماء في الجسدين الغضين، من ارتفاع ضغط الدم وقصور في عمل القلب مما هدد حياة التوأم. ولكن مهارة الأطباء البريطانيين امنت للعملية النجاح. وقال الأب عبد المجيد جبوره-31 عاماً- أنه لم يفقد الأمل في انقاذ طفلتيه على الرغم من أنه وزوجته، إيناس-27 عاماً، كطبيبين كانا يعلمان أن العملية يمكن أن تودي بحياة إحداهما أو كلاهما معاً لكنهما قررا المضي قدماً. وأضاف عبد المجيد " كنا محبطين للغاية . لكننا لم نفقد الأمل. كنت مستعداً لأن افديهما بحياتي". وقرر الأطباء إجراء العملية في أربع مراحل لتحاشي حدوث هبوط في ضغط الدم يمكن أن يؤدي إلى تلف الدماغ. وقام الجراحون خلال العملية الأولى التي استغرقت تسع ساعات بفصل الأوعية والشرايين الدموية المشتركة بين التوأم غير أن الجمجمة الملتصقة بقيت كما هي على حالها. وجاءة العملية الثانية بعد اسبوع من الأولى لوقف تدفق الدماء بين الطفلتين وتخفيف الضغط على قلب الصغيرة رتاج. وفي الثالثة عمد الجراحون إلى زرع اجهزة لتمديد الانسجة حتى ينمو ما يكفي منها لتغطية فروة الرأسين. واستغرقت العملية الأخيرة ثلاث عشرة ساعة لفصل التوأم في يوم 15 أغسطس. وقالت إيناس بعد العملية" اتوا بريتال أولاً. كان أمراً أشبه بالمعجزة. حاولنا تصور رؤية طفلتين بدلاً عن طفلة واحدة. لكن في نهاية المطاف كان وضعاً طبيعياً. نحن مسرورن للغاية". وتحتاج الطفلتان لعملية اخيرة لقفل الجمجمتين ولكنهما تتمتعان في الوقت الراهن بصحة جيدة في كنف والدين محبين. 1-رتال ورتاج يحتفلان بعيد ميلادهما الأول في المستشفى 2-رتال ورتاج مع والديهما