«إني لا أريد علواً في الأرض ولا فساداً، ولكن أريد الرجوع بالمسلمين إلى عهدهم الأول، عهد السعادة والقوة، عهد الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان..». قالها الملك عبدالعزيز - رحمه الله - وفعل بل جعل من هذه العبارة منهاجاً مشى عليه أبناءه البررة عليهم شآبيب رحمة الله وحفظ خادم الحرمين الشريفين وأطال في عمره. لقد سعت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ان تكون مكة ذا احتضان واسع لأكبر عدد ممكن من الطائفين والقائمين والركع السجود، فبذلت وخططت - ولا زالت - مشاريع التوسعة قائمة، فقبل أسابيع قليلة احتفت بلادنا بأكبر توسعة للحرم المكي على مر التاريخ فما أعظمه من شرف! فوفق الله أبا متعب وسدد خطاه وجعل ما يقدمه للإسلام والمسلمين في ميزان أعماله. وطني مهبط الوحي (جبريل)، بدأ العلم في الجزيرة العربية باقرأ، ولأن الأوطان ترتقي بالعلم فلم تغفل الحكومة الرشيدة هذا الجانب وسطر ما قرئ فكانت راية بلادنا (لا إله إلا الله) مختصرة منهجها الرصين من كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم فانشأت وزارة المعارف عام 1373ه في عهد الملك سعود - رحمه الله - فكان لها الدور الرائد في انشاء المباني الدراسية في شتى مدن وقرى وضواحي المملكة للبنين والبنات، وشجعت على وصل العالم وتبادل الثقافات فوضعت برامج للابتعاث، واستراتيجيات ومناهج للتشجيع له. لربما نعجب عندما نشاهد الصور لبعض المدن والقرى السعودية كيف كانت! وصعوبة التنقل بين منطقة وأخرى، وكيف أن حكومتنا اهتمت بتمهيد وتعبيد الطرق السريعة فأصبحت تصل أدناها بأقصاها، ولا يسعنا التعبير عنها إلا بقولنا (يدنا بيدك) وظهرت بعد أن كانت واحدة ثلاث شركات للاتصالات، تتنافس على خدمة المواطن والمقيم على حد سواء ولا أنسى البنية التحتية للمشاريع من كهرباء ومياه وصرف صحي، ومشاريع بلدية شملت كل محافظة وهجرة وقرية. بالعدل قامت عاصمة السعودية الأولى (الدرعية) ولم تغفل حكومتنا الرشيدة عن الاهتمام بها وتطويرها فقد رعتها كأحد أبرز المشاريع السياحية وقدرتها كتقدير الابن لأبيه حتى دخل موقع حي طريف في الدرعية التاريخية في قائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو. إن ذكرى اليوم الوطني هي رمز للإنسان السعودي الذي يحتذى في عالم يعج بالاضطرابات والتناقضات، وحفظ الله قادة الوطن ومتعهم بالصحة والعافية ووفقهم لما فيه خير البلاد والعباد.. وحفظ الله الوطن من كيد الكائدين وعبث المخربين، وشر أعداء الوطن والدين، ودام عزك يا وطن.