لم يكن يوماً عادياً كسائر الأيام ولكنه يوم تجلّى فيه الوفاء والأصالة والتلاحم بين القائد والوطن والمواطن.. يوم بعظمته الدينية اتحدت فيه القلوب مع القلب الكبير عبد الله بن عبد العزيز اتحد هذا التلاحم ليمثل هرم الوفاء لهذا المليك وللوطن.. لقد ارتقب أعداء الدين والوطن أن ينبثق في هذا اليوم فتنة ومظاهرات ولكن خاب ظنهم وعميت أبصارهم ووقف الوطن والمواطن صفاً واحداً ليقول كلمته لكل العالم نحن الشعب السعودي شعب الولاء والحب والفداء لمليكه وحكومته الرشيدة طوعاً لا كرهاً.. حب زرع في قلوبنا منذ عهد الملك عبد العزيز -رحمه الله- لا ولن يتغير إلى أن يرث الله الأرض وما عليها كيف لا ونحن في هذا البلد الآمن الذي حباه الله قادة مخلصين أخلصوا أعمالهم لله ثم الوطن.. لقد كرسوا جهودهم في خدمة الحرمين الشريفين والحفاظ على الهوية الإسلامية.. وقد حظي الوطن والمواطن بجلّ اهتماماتهم وتيسير سبل العيش الذي يتيح للمواطن الحياة الكريمة والطمأنينة والاستقرار. إن الاستقرار الذي يعيشه المواطن في هذا الوطن بكل أنواعه من أمن وأمان ميزته عن غيره في العالم الآخر لقد حرص ولاة أمرنا على توفير الرخاء والحياة الكريمة جعل الكثير يحاولون إظهار الفتن والدسائس.. ولكن الله أنعم على هذه البلاد شعباً مفكراً لا تزعزع حبه وولاءه للقيادة الرشيدة لا يفرقهم أو يشتت أمرهم تيارات وافدة أو أبواق جوفاء أو إعلام هابط حقود يحاول بدسائسه وإعلامه أن ينال من هذا البلد الآمن الذي قال الله سبحانه وتعالى فيه: {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} البقرة 125. فهذا البلد ميّزه الله حكومة وشعباً بأن جعلهم قائمين على خدمة الحرمين الشريفين خير قيام. وجعلوا كل جهودهم في خدمة أمن وسلامة الحجاج والمعتمرين ووفروا لهم كل سبل الراحة والطمأنينة. لقد حرص قادة هذه البلاد على بذل الغالي والرخيص لكي يرتقوا بهذا الوطن إلى المكانة العالية من الأمن والاستقرار والحياة الكريمة لكل فرد في هذا البلد الطاهر. وهذا ما لاحظه الجميع من العطاءات الملكية المتدفقة والمكرمات المتتالية.. فهذا الملك المبارك الذي حمل شعبه بمختلف مسمياته في قلبه.. حرص عليه في صحته ومرضه حمل هذا الوطن ومواطنيه بين أضلعه.. تابع أحوالهم واحتياجاتهم فحقق أمانيهم وأرغد عليهم العطايا حباً منه لكل فرد في هذا الوطن. فحق لنا أن نهنأ بهذا الملك وحكومته وأن نفخر وأن نقول لكل الأمم بأننا شعب الوفاء والحب لملكنا ملك الإنسانية عبد الله بن عبد العزيز وكل فرد في حكومته. عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (يا رسول الله أي الناس أحب إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال عليه الصلاة والسلام: أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله تعالى سرور تدخله على المسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه ديناً أو تطرد عنه جوعاً). فمن سياق هذا الحديث تجد أن عبد الله بن عبد العزيز قد جمع كل ذلك.. وحقق لشعبه كل ذلك.. ولنا أن نقول إن هذا الملك بركة كتبها الله على يده فقدمها لكل فرد في هذا الوطن، دمت يا خادم الحرمين لهذا الوطن وأبنائك المواطنين الذين أقسموا بالله بأنك في قلب كل فرد منهم حبا وطاعة وولاء. حفظك الله من كل سوء وحفظ ولي عهدك صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز والنائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز.. دمت يا وطن في ظل أبي متعب. أبها [email protected]