يوم الجمعة الماضي كان أبناء الوطن جميعا مع ذكرى يوم الوطن. عشنا في هذا اليوم فرحة قيام الدولة واستمرار النمو والازدهار، وفرحة العيش في كنف بلد آمن مستقر ولله الحمد. عشنا فرحة القيادة الحكيمة التي أرسى دعائمها الملك عبدالعزيز المؤسس رحمه الله وانتقلت من بعده إلى أبنائه البررة سعود وفيصل وخالد وفهد إلى أن وصلت إلى راعي نهضتنا وقائد مسيرتنا الملك عبدالله بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين وحامل راية الإصلاح والعيش الرغد لجميع أبناء الوطن ولكل من أقام على ترابه. تحولت مدن المملكة ومحافظاتها ومراكزها إلى واحة خضراء تزينها الأعلام والشعارات التي ازدانت بلون الوطن.. الكل فرح، والكل احتفل، والكل دعا من قلبه لقادة هذه البلاد بأن يحفظهم ذخرا وسندا ويديم علينا نعمة الأمن والأمان. في كل عام تزداد مظاهر الابتهاج والسرور بهذا اليوم الذي يحمل في طياته ذكرى التوحيد. لم تعد هذه المظاهر محصورة في كلمات أو مقالات تسطر في صحافتنا، أو برامج إعلامية محدودة في قنواتنا وإذاعاتنا. اتسعت الدائرة، وأينما ذهبت في أرجاء الوطن ترى ملمحا أو لافتة أو مكانا خصص للاحتفال بيوم الوطن. الطفل والكبير والمرأة والرجل بدأ يتنفس ثقافة ذكرى اليوم الوطني ويعد العدة للاحتفال به. إعطاء يوم إجازة لهذه المناسبة الوطنية أذكى لدى المواطن روح المواطنة وجعله يفكر في المشاركة في الفعاليات وزيارة الأماكن ومشاهدة البرامج التي تتغنى بالوطن. اليوم وقد مضى يومان على الذكرى الحادية والثمانين ليومنا الوطني هل نقف عند هذا الحد ونسدل الستار في انتظار اقتراب الذكرى الثانية والثمانين؟ الجواب يجب أن يكون.. لا. وهذا ما أكده صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض بالنيابة خلال ترؤسه اجتماع القطاعات المشاركة في الاحتفال باليوم الوطني في المنطقة. لقد أوضح سموه أن توجيهات خادم الحرمين الشريفين حفظه الله تؤكد على ضرورة أن يستمر الاحتفال باليوم الوطني في كل مناطق المملكة على مدار العام، وأنه يجب أن يستشعر المواطن في كل يوم، بل في كل لحظة أن هناك وطنا جديرا بأن يحتفل به، وأن هناك إنجازات يجب الحديث عنها والتركيز عليها، وأن هناك نواحي قصور يجب وضع الحلول المناسبة لها. اليوم الوطني بمعناه الواسع وأبعاده ورموزه الكبيرة يفرض علينا أن نسير على نهج يرسخ هذا المفهوم، وهذه مسؤولية يشترك في القيام بها كل قطاع، إضافة إلى دور الأسرة والمدرسة. لا يجب أن يتوقف تذكرنا للوطن على المشاركة في الاحتفال بيومه ثم الانتظار إلى قدوم اليوم الوطني التالي. عندما أخلص في عملي وأقوم بواجبي فأنا استذكر خدمة الوطن ومحبته، وعندما أرعى أسرتي وأزرع فيها مكارم الأخلاق فأنا اسقي نبتة ستعطي للوطن غدا أطيب الثمر، وعندما أحافظ على منشآت الوطن ومنجزاته فأنا في داخلي أقدر وأحترم هذا الوطن، وكذلك الحال حينما أقف بقلمي وأردد بصوتي في كل محفل كي أبرز جهود الوطن وأدافع عن مكتسباته وأتصدى لأعدائه فأنا أحتفل بالوطن. اليوم الوطني وإن كان يصادف كل عام الثالث والعشرين من سبتمبر إلا أن علينا أن نعمل جاهدين على أن تكون كل أيامنا 23 سبتمبر.