اليوم نعيش فرحة الالتقاء مع وطننا في ومضة تسترجع لمشهد الوحدة الوطنية.. حالة من التحول التاريخي لمجتمع بسيط أمي مجتمع متناحر مجتمع يؤمن بفلسفة القتال من أجل لقمة العيش.. مجتمع يؤمن أن القبيلة هي المحور وغيرها لا شيء، مجتمع يقتطع قوته من حالات الترحال أو القتال في عمليات قطاع الطرق حيث كانت الشجاعة أن تعيش وإن مات غيرك. اليوم ننعم بالاستقرار وبمشاهد الازدهار والنمو، حراك تنموي ارتكز بقوة على فلسفة التوطين، تلك العملية التنموية التاريخية التي عجل من خلالها عبدالعزيز باستقرار المواطن السعودي وبالتالي ربطه بالوطن كوحدة ينتمي لها الجميع. لنكون اليوم جزء من حالة الحراك العالمي اقتصاديا وحالة حراك اجتماعي وثقافي يميزنا وينقلنا من واقع الإنسان البدوي المتنقل حيث طعامه وطعام قطيعه إلى مجتمع يرحل للعلم حيث يدرس أكثر من 130 ألف طالب وطالبة من أبنائه في أرقى الجامعات الغربية والآسيوية في تخصصات علمية متقدمة نتوقع خلال سنوات قليلة أن يكونوا جزءا من قوة دفع عجلة التنمية، ووقودا واعيا لحراك اجتماعي نريد أن يكون حراكا متأصلا بثوابت الدين بعد أن استوعب بوعي ونضج أن التحضر حالة إنسانية ترتكز على قيم وثوابت دينية يتفق عليها الجميع. الوطن حالة من الانتماء واليوم الوطني حالة استرجاع لما أخذناه من الوطن وما أعطيناه للوطن.. في اليوم الوطني ليس من الأهمية أن يرتدي الشباب الثوب الأخضر وأن تتخضب سياراتهم بالخطوط الخضراء؛ ولكن من الأهمية أن يتشكل الانتماء الوطني لهؤلاء عبر برامج تنقلهم من مشهد المتفرج إلى واقع العمل والمشاركة في الإنتاج في المدرسة والجامعة والوظيفة. اليوم لا نريد أن ترقص الفتيات على أنغام أناشيد الطرب ولكن سيكون يوما حاضرا في ذهن الجميع متى أدرك هؤلاء أن الوطنية ليست أسورة خضراء وليست علما يتمايل في نسمات الهواء ولكنه تداخل مع منظومة العطاء في المدرسة وفي المنزل وفي الجامعة وحيث يكون العمل حقا متاحا للجميع في خدمة الوطن. اليوم الوطني مناسبة نقف عندها لنترحم على من رحل ونضع أيدينا مع من هو على رأس العمل ونشاركه البناء.