قرأت العنوان الذي جاء في سياق كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وألقاها سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني ووزير الداخلية منذ أيام، بمناسبة المؤتمر العالمي عن (التكفير..الآثار والعلاج) الذي نظمته جائزة نايف بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة، بالاشتراك مع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، بمفهوم التوافق المجتمعي بيننا وبين قيادتنا ،رغماً عن كل محاولات تشويه، تلامس هذه القيم التي تربطننا بوطننا وقيادته. قرأته وفكرت، أليس التعبير صادقاً وواضحاً كوجه الشمس أمام كل مشروع هدم أو فتنة يحاولها البعض؟ ففي ذلك الوضوح رأينا بالفعل ما يعبر عما نشعر به جميعاً، فقد قال الملك عبدلله - حفظه الله - " لن نقبل بأي فكر ينال من ثوابتنا التي انعقد عليها وجدان كل مواطن فينا،ولن نصادر أحداً في حرية فكره ما دام في إطاره المعتدل وعليه،لن نرضى المساس بقيمنا الراسخة ومحاولة تغير وجداننا الوطني،المتألف على فطرته السوية ونهجه الوسطي المعتدل". مفاهيم أجزم اننا محظوظون بها ولكن في خضم أحداث الدول التي تمر بالثورات وتوابعها ،وبعضها ما زال في حالة ثورة وفوضى ، بدون مشروع بوصلة توجه أو قيادة حازمة،توقع بعض المغرضين أن هذا هو زمن فرصتهم لنثر العدوى والأكاذيب والشعارات ليفاجأوا، كما دهش العالم من قبل بمتانة روابطنا وانتمائنا للتربة والقيادة والهوية . حتى النقد الإعلامي والفني الذي بات يعبر باحترافية كي يعالج ويصلح الظواهر السلبية التي نعاني منها وهو صوت صحي وفعال،تحول إلى أداة توظيف ساذجة في أيدي البعض، ليصوروه وهماً، بصورة إعلان ثوري، وهم بهذه النفسية يبدون أهدافهم بشكل مضحك وهزيل لا شك! هل يتصورون بأننا لا نعرف همومنا وحاجتنا إلى الإصلاح؟ هل يجب ان نهدم كل شيء في حياتنا من أجل ما يدعون انه إصلاح ؟ نضحي بأمننا ومكتسباتنا ومستقبل أبنائنا ورسائل ديننا الإسلامي المعتدل المليء بالسلام من أجل أهواء طامعة؟ نتساءل عندها...هل هو افتقار فهم غامر من جانبهم يجعلهم لا يحترمون عقولنا وفكرنا الإنساني وبأننا شعب لا يعي أولوياته؟ أليس العمل على الإصلاح عملية مستمرة تواجه العقبات والمشاكل أحيانا كي تصل...هل هناك مجتمع مثالي على وجه الأرض ؟ كيف يختطفون الدين وسماحته ليشوهوه أمام العالم وكأنهم أوصياء أوحدون؟ ومع ذلك فقد أتى اليوم الوطني ليوثق ارتباطنا بقيادتنا ووطننا أكثر.. وهتفت إحدى القريبات منذ ساعات على الهاتف " رجاء اكتبي اننا نحب الملك عبدلله ..نحب ملكنا ووطننا وبأنه ليس هناك قائد مثله...ادخلي في عيونهم! " من هم"؟ قالت " كل الذين ينثرون الأكاذيب عن بلدنا في الفيس بوك ومواقع الانترنت...الذين يمدحون بلدانهم على حساب حياتنا ،يكرهوننا وينالون خيرنا! ولم أحسب حقيقة انها صوت يغرد منفرداً فهذا هو شعور جميع المواطنين والمواطنات وكثير من المقيمين، لذا لم أدهش من نبرة الحماس الوطني في جيل شبابنا وشاباتنا ، حبهم للملك ولحياتهم . أما محاولات الهدم والتكفير والتحدث باسمنا دون وجه حق أو صلاح وإنما أطماع سلطة وكراهية منفلتة ،فليس لها هناك موقع أو مكان في أفكارنا ، فكل المحبة والتماسك لوطننا وقيادتنا وحياتنا والحمد لله.