يبدو أن قاموس قائد الاتحاد محمد نور لا يحوي بين دفتيه أي معنى لمبادئ الروح الرياضية التي تقوم في أبسط أبجدياتها على المقولة الشهيرة: "تواضع عند الفوز وابتسم عند الخسارة"، إذ بدا بعد صدمة الخسارة التي مني بها فريقه من الاتفاق بهدف نظيف في ثالث جولات الدوري بطريقة لا تنم عن أدنى درجات الوعي بقيم المنافسة، إذ ظهر على عبر شاشات التلفزيون وهو متعالٍ بصورة منفرة حتى وهو يرد على مراسل القناة الرياضية السعودية بدر رافع، ولم يكتف بذلك بل ظهر بوجه عبوس، وكأنه قد تمثل مقولة جديدة تقوم على مبدأ "تكبر عند الفوز واعبس عند الخسارة". وليت نور قد اكتفى بذلك، بل ذهب إلى ما هو أبعد حينما حاول التقليل من قيمة الاتفاق بحديثه عن أنه لا يفوز على الاتحاد إلا من خلال ركلات الجزاء، أو حين يحدث نقص في صفوف فريقه عبر طرد احد لاعبيه، محاولاً القفز على حقيقة أن الاتحاد قد عجز عن تحقيق أي فوز على الاتفاق في ملعبه في الدمام على مدى أربعة مواسم متتالية، بل حتى إنه حينما يلحق بالتعادل فإنه ذلك لا يأتي إلا بشق الأنفس وفي الدقائق الأخيرة وعبر مخالفات قانونية، وأخطاء تحكيمية كما حدث في مباراة الفريقين في دوري الموسم الماضي حينما لحق الاتحاد بالتعادل عبر تسجيله الهدف الثاني في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع بهدف أسامة المولد، وكان هدفاً مشكوكاً في صحته، وبعد أن كان الحكم عباس إبراهيم قد طرد لاعبيْ الاتفاق الأرجنتيني سبستيان تيجالي، وصالح بشير بقرارين ظالمين في الحادثة التي عرفت يومها ب"مصاصة تيجالي". وهل نسي محمد نور أن الاتفاق هو من أقصى فريقه في الموسم الماضي من الدور ربع النهائي في كأس ولي العهد حينما أسقطه في الدمام بعد فوزه عليه بنتيجة 3-1، ولم يكن من بين تلك الأهداف الثلاثة أي واحد قد أحرز من نقطة الجزاء، كما لم تشهد المباراة طرد أي من لاعبي الاتحاد. هذه الوقائع تخالف آراء نور، وتكشف عن ضعف حجته ليس أمام الاتفاقيين الذين حتماً لن يقلل من انتصارهم حنق قائد الاتحاد، لكنها يفترض أنها ستكشفه أمام جماهير ناديه التي ينبغي ألا تنخدع في كل مرة بحججه وإلا فإن الاتفاق ولاعبيه سيسيرون غير عابئين بنور ولن يقلل من قيمتهم ذلك الإقلال من فوزهم لأنهم على قناعة بأن ما صدر عن نور الذي كان أسوأ لاعبي الاتحاد في المباراة وعراب الخسارة ليس سوى تنفيس عن عجزه عن مجاراتهم في الملعب..