قال معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة: يسعدني أن أرحب نيابة عن المثقفين والأدباء والفنانين في المملكة، وأن أرحب باسمي بالأيام الثقافية الأوروبية في المملكة، التي تنطلق مساءاتها في العاصمة الرياض، وأتمنى أن تعم المتعة والفائدة ومزيدا من التواصل الخلاق بين الثقافتين العربية والأوروبية، ومساحة أوسع للتفاهم بين الشعوب ينميها و يمد جسورها ما تمتع به الوجدان وقيم الثقافة والفنون عبر الأجيال. وأضاف د. خوجة في كلمته بأن التاريخ يخبرنا بأن مثقفينا وشعراءنا وفلاسفتنا كانوا سفراء للتقارب والواصل منذ قديم الأزل، إذ إن كشوف الآداب المقارنة وما تجسده حفريات التاريخ المختلفة لقديمة ، تنبئ عن حركة التأثير والتأثر التي أدت إليه الآداب القديمة بين الأدبين العربي والأوروبي، مشيرا إلى أن تاريخ الفلسفة إنما جاء نتيجة لتلاقح وتفاعل بين العقل العربي من جانب والعقل الأوروبي من جانب آخر، لإنتاج الحكمة والبحث عن القيم الإنسانية العليا غايتها العقل ومآلها القيم الإنسانية. بلادنا تعنى عناية كبرى بمد جسور التواصل بين الثقافات والحضارات العالمية فقد كان أسلافنا خير رسل للتقارب ومضى د. خوجة في كلمته قائلا: في عالم مضطرب تتناوشه الحروب والنزاعات والصراعات، وتكشف هشاشته تلك الرزايا والمجاعات التي تحصد ملايين البشر .. وفي عالم متخم بالأسلحة المدمرة، في عالم هذا شأنه ليس لنا إلا أن نستعيد القيم الأخلاقية العظيمة التي جاءت بها الرسالات السماوية، وليس لنا إلا أن نستفيد مما أسسه لنا فلاسفتنا ومثقفونا وشعراؤنا وفنانونا وهم يبحثون عن العيش المشترك، ولم يستكينوا لخلاف عقائدي أو عرقي، بل كانوا وسائط للتواصل بين الشرق العربي والغرب الأوروبي، حيث نشروا القيم الثقافية التي رعوها جيلا بعد جيل. معاليه راعياً حفل الافتتاح ومضى معاليه في كلمته مشيرا إلى أن ما باح به إنما جاء بمثابة الخواطر التي اقتضاها المقام، في مناسبة تستعد المملكة باستضافتها، مؤكدا أن بلادنا تعنى عناية كبرى بمد جسور التواصل بين الثقافات والحضارات.. وبأن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله- يعمل على إشاعة روح السلام والحوار بين أتباع الديانات السماوية والحضارات.. لأننا نؤمن إيمانا كبيرا أن بإمكان شعوب العالم أن تبني عالما أكثر سلاما، وأقرب إلى بعضه البعض بالثقافة والفنون والآداب. لويجي: الأيام الثقافية تمد جسوراً من التعارف الثقافي والمعرفي بيننا وستحظى مستقبلاً بمزيد من التبادل المعرفي وقال د. خوجة: آن لنا أن نستمع إلى أصوات متباينة ففلاسفتنا كما يذكره فلاسفتنا أكثر من استماعنا إلى صوت الحروب والنزاعات.. ولا يسعني ختاما لكلمتي إلا أن أكرر الترحيب بضيوفنا الذين يقضون الأيام الثقافية في المملكة، في مناسبة تجدد أواصل اللقاء بين الثقافتين العربية السعودية والأوروبية، وليطلع المواطن السعودي على الإبداع الثقافي والفني الأوروبي، وإني على ثقة تامة بأن ضيوفنا سيجدون في بلادنا الكثير من القيم الثقافية والوجدانية، التي ستظل عالقة في مخيلاتكم زمنا طويلا، والتي تزيدهم من خلال هذه المناسبة معرفة بتراثنا وثقافتنا وإنساننا. د. خوجة يلقي كلمته جاء ذلك خلال رعايته مساء يوم أمس لحفل افتتاح الأيام الثقافية الأوروبية بالمملكة، بمركز الملك فهد الثقافي بالرياض، بحضور نائبه الدكتور عبدالله الجاسر، ورئيس مندوبية الاتحاد الأوروبي لدى المملكة السيد لويجي ناربوني، وعدد من السفراء والإعلاميين والمثقفين وجمع كبير من مواطنين ومقيمين. وقد اشتمل الحفل على كلمة ألقاها السيد ناربوني عبر فيها عن دواعي سروه والوفد المشارك في فعاليات الأيام الثقافية الأوروبية بالمملكة قائلا: إنه لشرف لي أن أطلق في الرياض الأيام الثقافية الأوروبية، التي تأتي ثمرة تعاون بين وزارة الثقافة والإعلام بالمملكة وسفارات الاتحاد الأوروبي، التي تقدم هذه الأيام ضمن تعاونهما في المجالات الثقافية المختلفة.. مشيرا في كلمته إلى أن القصد من إقامة الأيام الثقافية الأوروبية هو فتح بوابات مختلفة في الثقافة والسياحة والمعرفية بين المملكة وأوروبا في مختلف مجالات الحضارة العربية الأوروبية.. والتي ستقدم المناسبة من خلال أيامها الثقافية جوانب ثقافية ومعرفية لاستكشاف مجالات ثقافية متنوعة من أوروبا. وأضاف ناربوني بأنه لدى الاتحاد الأوروبي إيمان قوي أن تتقارب أكثر من خلال إقامة جوانب من التعاون المشترك الثقافي والاقتصادي والسياسي، انطلاقا من احترام أوروبا تنوع الثقافة وأهمية الحوار الثقافي، وما تشجع عليه من تعارف ثقافي وحضاري بين الشعوب.. مشيرا إلى أن الأيام الثقافية تهدف إلى تعزيز التبادل الثقافي المختلف. السيد لويجي ناروبي يلقي كلمته واختتم لويجي كلمته موضحا بأن هناك اهتماماً وتوجهاً أوروبياً إلى دعم وتعزيز مسيرة إقامة الأيام الثقافية بشكل مستمر وأكثر شمولية لتكون هذه الأيام روافد تواصل وجسور دائمة الحراك لخلق مزيد من التواصل المعرفي والثقافي والحضاري بين المملكة والاتحاد الأوروبي. هذا وقد قام راعي الحفل ومندوب الاتحاد الأوروبي بحضور فقرة ترحيبة تراثية قدمتها إحدى الفرق الشعبية، عن العرضة السعودية، حيث قام د. خوجة والسيد لويجي بافتتاح المعارض الفنية والتشكيلية المصاحبة، والتجول في جوانب المعرض وأركان المعروضات المقامة بالبهو الرئيسي بمركز الملك فهد الثقافي. د. خوجة يستمع إلى شرح لبعض المعروضات د. خوجة يطلع على أحد المنتجات الأوروبية د. خوجة يطلع على أحد المنتجات الأوروبية د.خوجة خلال جولته في المعرض حضور جماهيري كبير لانطلاقة الفعاليات جانب من المعارض المصاحبة