رفع رئيس المنظمة العربية لحقوق الانسان فرع الأردن المحامي هاني الدحلة مذكرة لرئيس الوزراء الأردني الدكتورعدنان بدران طالب فيها بفتح ملف تحقيق في قضية مثيرة وغريبة من نوعها تتعلق بالحكم على أحد المتهمين بجريمة قتل وتنفيذ حكم الاعدام بحقه وبعد خمس سنوات يظهر القاتل الحقيقي ويصدر حكم بالاعدام بحق الاخير. وقالت المذكرة ان المثير في هذه القضية انه في كلا الحكمين اعترف المتهمان بارتكابهما للجريمة عند الشرطة والمدعي العام .. وتساءلت المذكرة عن القاتل الحقيقي للقتيل ناجح الخياط وذلك بناء على السؤال الذي وجهه شقيق المتهم الأول الذي تم اعدامه في شكواه الى المنظمة. وعادت قضية الزوجين بلال وسوزان اللذين اعيدا عن طريق الانتربول من ليبيا عام 1999والتي اثارت الرأي العام وقتها لتفتح بعد خمس سنوات من تنفيذ الحكم بحقهما. وأوضحت أنه في عام 1999 جرى التحقيق مع الزوجين سوزان وبلال في 11جريمة قتل راح ضحيتها 12 شخصا بينهم طفل عمره ستة أشهر وصدرت لوائح اتهام بحقها ادين فيهم بلال بجناية القتل العمد في جميع هذه الجرائم بينها ادانته بقتل رجل مسن يدعى ناجح الخياط وعمره 65 عاما مستندة الى اعترافه في جميع هذه القضايا لدى الشرطة والنيابة العامة في حين ادينت سوزان في عشرة قضايا بجناية التدخل بالقتل وفي قضية واحدة بجناية القتل واحيلا لمحكمة الجنايات الكبرى التي اصدرت أحكامها بادانة بلال بجناية القتل العمد في جميع الجرائم وصدر بحقه 11 حكما بالاعدام هو وزوجته لكن الزوجة نقض الحكم عنها فيما بعد وصادقت محكمة التمييز ( اعلى محكمة) على الاحكام. وأشارت المذكرة الى أنه بتاريخ 7/12/2000 جرى تنفيذ حكم الاعدام بحق بلال وبعد فترة وجيزة توفيت سوزان اثر اصابتها بنوبة قلبية في السجن ومنذ ذلك التاريخ اغلق ملف الزوجين سوزان وبلال 0 وأشارت المذكرة الى انه بتاريخ 12/10/2004 ألقى القبض على المتهم زهير احمد الخطيب البالغ من العمر 27 عاما بتهمة ارتكابه ثلاث جرائم قتل بينهم قتل ناجح الخياط ايضا داخل مكتبه في جبل الحسين حسب ما جاء في قرار محكمة الجنايات الكبرى الصادر بتاريخ 15/5/2005 واعترف بذلك بسبب علاقة شاذة بينهم0 وأشارت المحكمة في قرارها الى ان اقوال المتهم زهير والتي قدمت النيابة العامة البينة على صحة وسلامة الظروف التي اخذت بها قد ادلى بها بدون ضغط او اكراه مادي او معنوي وانه لم يقم احد من الشرطة بضربه وانه على استعداد لتمثيل الجريمة وجرى عرض صورة المغدور ناجح الخياط على المتهم زهير الذي اكد انها تعود للمغدور ناجح وهو الشخص الذي قتله عام 1995. كما جاءت نفس الاعترافات أمام المحكمة ومن ثم حكمت عليه بالاعدام شنقا حتى الموت. وتساءلت المذكرة المرفوعة الى رئيس الوزراء الأردنى بكيفية اعتراف بلال وسوزان بارتكابهما لهذه الجريمة وما هى الظروف التي أحاطت بهما وأوصلتهما للاعتراف وكيف قاما بتمثيل الجريمة وكيف اعترف المتهم زهير الخطيب ايضا بنفس الجريمة ومن القاتل الحقيقي للمغدور ناجح الخياط واوضحت أن هذا القرار أثار حفيظة عائلة بلال عندما قرأوا خبر الحكم على المتهم زهير الخطيب بالاعدام لتجريمه بقتل ناجح الخياط مما دفع شقيقه محمد موسى قاسم النجار بتقديم شكوى للمنظمة العربية لحقوق الانسان وللمركز الوطني لحقوق الانسان وللهلال الاحمر والصليب الاحمروقال ان شقيقه تعرض للضرب والتعذيب هو وزوجته سوزان حتى اعترفا بارتكاب احدى عشرة جريمة قتل كانت مفتوحة وغير معروف الفاعل فيها ليتم اقفال هذه الملفات ويتم التخلص من مساءلة مدير الامن العام وضغوطاته عليهم وانهم قد جعلوا من بلال وسوزان كبش فداء لعدم تمكنهم من القبض على المجرمين الحقيقيين الذين ارتكبوا هذه الجرائم على مدار اربع سنوات. وأضاف في المذكرة التي رفعها للمنظمة العربية لحقوق الانسان ان شقيقه بلال كان قد اخبره انه تعرض للاكراه لكي يعترف بارتكابه الجرائم وانه يتلقى التعذيب حتى وهو موجود في السجن حيث كان يكبل بالاغلال من رأسه الى قدميه في زنزانة انفرادية ضيقة وأشار الى ان بلال وسوزان انكرا امام المحكمة اعترافاتهما في التحقيق عند الشرطة وعند المدعى العام وانهما شرحا لهيئة المحكمة كيفية التعذيب الذي تعرضا له اثناء التحقيق وان جميع الاعترافات لدى الشرطة ولدى المدعي العام تم انتزاعها منهما بالقوة والاكراه بشقيه المادي والمعنوي. وطالبت عائلة بلال في شكواها المقدمة للمنظمة العربية لحقوق الانسان اعادة فتح جميع القضايا التي تم ادانة بلال وسوزان بها واعادة التحقيق فيها كلها والتحقيق مع جميع رجال الشرطة الذين حققوا مع بلال وسوزان .. وناشدت عائلته كافة شرائح المجتمع الاردني الاصيل لمؤازرتهم في هذه القضية.