يحتفظ الكثير بالعديد من الأرقام السرية وأسماء المستخدمين الشخصية، والتي تخولهم للدخول لحساباتهم البنكية أو لصرف مبالغهم المالية أول"ايميلاتهم" أو حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، أو لتنفيذ إجراءاتهم الإدارية، وتعد هذه الأرقام والكلمات بمثابة "البصمة الالكترونية" لإتمام عمليات التشغيل الالكتروني، مما جعل الكثير يحتفظون بالعديد منها، والتي تتباين بين السهولة والصعوبة، بل وترتبط بأرقام وتواريخ وأسماء متعددة، دافع هؤلاء لاختيارها هو تجنب النسيان أو ارتباطاً باحداث أو تواريخ وأشخاص مقربين. "الرياض" تطرح الموضوع لمناقشة الحلول التي من شأنها أن تحمي المستخدمين من حيل السارقين، فكان هذا التحقيق. الدهش: «البصمة» أفضل الحلول { المحمود: التثقيف الأمني ضعيف متعددة وضرورية في البداية قال "دهش الدهش" -مشرف خدمات عملاء بالبنك الأهلي التجاري ببريدة-: إن الأرقام السرية وأسماء المستخدمين الشخصية برزت في عصرنا الالكتروني الحالي، وأصبحت متعددة وضرورية، موضحاً أن التقنية الحديثة فرضت هذا الشيء، هادفةً إلى الخصوصية والأمان، مضيفاً أن الأرقام السرية دخلت في كل شيء، بدءاً من أبواب السيارات والحسابات الشخصية البنكية والحواسيب، وكذلك العمليات الالكترونية التي تتطلب أرقاماً وأسماء لمستخدمين، إلى جانب التعامل معها بشكل شبه يومي، ذاكراً أنها لم تقتصر على سن معين، بل شملت الكثير من الجوانب، والتي يتعامل بها الصغار والكبار الرجال والنساء. محمد المحمود حفظ الأسرار وعرّف "محمد بن عبدالعزيز المحمود" -مستشار قانوني- الكلمة السرية في اللغة أنها تعني كل أمرٍ يجب ستره لتحقق المضرة من إعلانه أو احتمالها، موضحاً أن استيعاب هذا المعنى أكثر يظهر عند تعاملاتنا المالية والمصرفية، بل وحتى الدخول لحساباتنا في "الانترنت" و"الفيس بوك" و"تويتر" وغيرها، مشدداً على أهمية أن يكون لكل شخص خصوصيته في هذه الأمور، بأن يكون دخوله برقم سري لا يعرفه غيره كائناً من كان، لافتاً إلى أن الشريعة الإسلامية عُنيت بالمحافظة على الأسرار وكتمانها، وتوافرت النصوص على ذلك، لذا فإن من الواجب على الجميع في هذا الوقت الذي ظهرت فيه التعاملات الإلكترونية بشكلٍ كبير، وسعي حثيث للانتقال للحكومة الإلكترونية، المحافظة أولاً على الأسرار الخاصة بتلك التعاملات، من اسم مستخدم وكلمة مرور. الأسهل والأقرب ورأى "الدهش" أن دوافع وأسباب اختيار الأشخاص لأرقامهم السرية وأسمائهم المستخدمة، هي غالباً دوافع الأسهل والأقرب، فأحدهم يختار تاريخ ميلاده، وآخر رقم جواله أو هاتف منزله؛ لقربها منه وتفادياً لنسيانها مع كثرة الأرقام السرية وأسماء المستخدمين التي فرضتها التقنية الحديثة ويحتاجها في تعاملاتهم اليومية. وأشار آخرون إلى أن أرقامهم السرية وكلماتهم المستخدمة اختاروها أسماء لزوجاتهم وأبنائهم، وأكد البعض على أن أرقامه المستخدمه لا تخرج عن تاريخ ميلاد ابنه الأكبر، فيما أشار آخرون الى أن تاريخ ميلاد زوجته الجديدة هو رقمه السري واسمها هو الاسم للمستخدم، فيما يفضل البعض من النساء أسماء أزواجهن وبناتهن الجديدات، بينما يفصل الشباب أرقام سياراتهم وأسمائها أرقاماً وكلمات للتعامل الالكتروني، ولم يغفلوا أسماء المشاهير من الرياضيين والفنانين، وكان لأسماء بعض جميلات العالم حضور أيضاً!. البصمة هي الحل وذكر "الدهش" أن الأرقام السرية وكلمات المستخدمين المرتبطة بعمليات مصرفية ومالية من أهم الأرقام والأسماء التي يجب الاهتمام في اختيارها وحفظها، مشيراً إلى أنه لا يتدخل أبداً في اختيار أرقام عملاء بنكه، بل ويعطيهم الحرية والسرية التامة في اختيار أرقامهم وأسماء المستخدمين، ولكن عندما يطلب عميلنا نصيحتنا ننصحه باختيار رقم يكون قريب من تداوله اليومي وبعيداً عن تخيل القريبين منه، وعن المواقف الطريفة والمحرجة في الأرقام السرية قال "الدهش": إن أحد عملاء البنك كان يأتي أسبوعياً ناسياً رقمه السري، ومع تكرر نسيانه طلب مني اختياره، وقد اخترت له رقم، فكان في كل عملية سحب لمبلغ مالي من الصراف الآلي يتصل علي!، مشدداً على أهمية المحافظة على الأرقام السرية وحل كثرتها، متطلعاً إلى أن تحل "البصمة" محل الأرقام السرية وأسماء المستخدمين في التعاملات الالكترونية؛ للقضاء على تعدد الأرقام والأسماء والتي قد تنسى مع الوقت. توعية أمنية وحذر "المحمود" من حيل المجرمين في هذا المجال، والذين يعمدون إلى إدخال رقم سري متوقع لبطاقة الصراف الآلي، فمثلاً الكثير من الناس يضع تاريخ ميلاده رقماً سرياً لاستخدام بطاقة الصراف الآلي، وهذا خطأ كبير، فالكثير من القضايا وكما هو معروف لدى الجهات الأمنية استفادة المجرم من تاريخ ميلاد الشخص لاستعماله ببطاقة السحب الآلي، بل يعمل على سحب مبالغ بهذه الطريقة، ناصحاً أن يتم اختيار تاريخ له ذكرى مع الشخص دون أن يعرفه أحد، كتاريخ التعيين مثلاً، أو تاريخ الزواج، أو تاريخ ميلاد الطفل الأول وهكذا، لافتاً إلى أن التثقيف الأمني في هذا الجانب ضعيف للغاية؛ مؤملاً أن يتم دراسة الكثير من القضايا الجنائية الواقعة بسبب التفريط في استخدام الأرقام السرية أو ضعفها ووضوحها، وبثّ التوعية الأمنية لكافة أفراد المجتمع من واقع ما لدى الجهات الأمنية من قضايا بهذا الشأن، فالعاقل من اتعظ بغيره، واللبيب بالإشارة يفهم.