كان الشباب ممتعا وهو يقدم اداء رفيعا مكنه من كسب "قمة الجولة الثانية" في "دربي العاصمة الجديد" اول من امس وقدم لاعبوه انموذجا مشرفا في الانضباط داخل الميدان والالتزام بتعليمات المدرب واللعب ببراعة على اخطاء الخصم طوال وقت اللقاء، ولم يخدش الاداء الشبابي والكبير والسريع الا ذلك الصوت النشاز معلق المباراة الذي ترك الوصف والتعليق والإشادة بالأداء الشبابي الماتع والانشغال بالمناداة بعودة مكبرات الصوت حتى ظننا اننا في معارض السيارات التي تعج بالشريطية وليس في مباراة كرة قدم لابد ان يكون شعارها المثالية التي تعتمد على الطريقة الحديثة والتشجيع بأسلوب جماعي وتزيين المدرجات بطريقة "الالتراس" التي لا تجدي معها مكبرات الصوت المزعجة والعبارات النابئة، وما يعيب عبدالله الحربي فلسفته الزائدة والظن بأنه القطري يوسف سيف وليته ركز على وصف مجريات المباراة بدلا من الابتعاد عنها كثيرا، ولا نعلم هل الاساءات التي ترددت سابقا عبر مكبرات الصوت تستميله وتطرب لها مسامعه وتشنف لها اذناه حتى يردد مطالبته بعودتها الى المدرجات ام ان ذلك مجرد اجتهاد ومحاولة مجاملة اطراف معينة على حساب الذوق العام؟، وماذا لو خرج احد الجماهير عبر هذه المكبرات وتهجم على معلق المباراة وطالبه بترك التعليق هل سيؤيد الحربي استمرار مكبرات الصوت في الملاعب ام سيصمت ام يطالب بمنعها؟. اما الطرف الاخر الذي نافس المعلق في السوء والاخطاء والفلسفة التي ليس لها داع فهو حكم اللقاء الدولي خليل جلال الذي ظل يتعامل مع المباراة بمبدأ تطبيق روح القانون والمجاملة للعنف الذي بدر من بعض لاعبي الشباب، فهو كان رحيما تجاه بعض المخاشنات وصارما وسريعا في قراراته ضد الاخرى ليعيد لنا سيناريو طرد عبدالعزيز الدوسري واخطاء كوراثية ارتكبها هذا "المونديالي" الذي كرس من جديد مطالبة الشارع الرياضي بالاستعانة بالحكم الاجنبي من جديد، وليثبت انه لا يمكن ان يستفيد من التجارب والدورس وان العلة ليست في القانون انما في من يطبقه في المباريات المهمة وتجاه الالعاب الخشنة، وبالمناسبة نهنئه بالثقة الكبيرة والاحترام والتقدير الذين يحظى بهما من قبل رئيس لجنة الحكام حتى لو اخطأ منذ ان كان مستجدا في سلك التحكيم، ولكنها ثقة لم تحفزه على تجنب الكثير من الاخطاء الفادحة. مع الاسف ان الدوري السعودي على الرغم من محاولات المسؤولين في الاعلام ورعاية الشباب النهوض به ابتلي بمعلقين وحكام لا يمكن لهم ان يلبوا مطالب المتابع بالصوت الجميل والتقليل من "الرغي" والصراخ والخروج عن النص والتركيز على امور كأنها تخصهم وحدهم او ان هناك من فرضها عليهم، وحتى بعض الحكام بقوا يقودون المباريات وسط قناعات معينة وقدرات لا يمكن ان تتطور مهما جرت المحاولات، ويبدو ان جلال كان في مواجهة الهلال والشباب بحاجة الى مساعدة من اي من لاعبي الفريقين على طريقة ما فعله حسين عبدالغني حتى يتخذ القرارات تجاه بعض الالعاب الخشنة بدلا من تجاهلها وغض الطرف عنها. كانت مباراة الشباب والهلال في معظمها مثالية وكان الاداء ممتعا خصوصا من الجانب الشبابي ولم يؤثر على صورتها الجميلة الا معلق "يتفلسف" لم ينقصه الا الطبول وحكم يكرر اخطاء بدائية عانت منها المسابقات السعودية وجعلت اصحاب القرار يهربون الى رمضاء الحكم الاجنبي بدلا من جحيم الحكم المحلي والمصيبة ان الكثير يرون ان جلال هو الافضل والابرز على مستوى الدوري السعودي وهنا يحق للجنة الحكام ان تردد: "ياليل ما اطولك".