كان يوم الأحد من الأسبوع الماضي الموافق 11/9/2011 .. اليوم العالمي للحماية من الانتحار. وتزامن مع هذا اليوم عدة إجراءات قامت بها بعض الدول وذلك للوقاية والحد من ظاهرة الانتحار التي تشهد تصاعدا مخيفا بمرور الأعوام في مختلف الدول!. من تلك الاجراءات ما قامت به دولة فرنسا التي أطلقت برنامجا وطنيا للحد من حالات الانتحار، والتي للأسف تعتبر السبب الأول لحالات الوفيات بين الشباب والذين تتراوح أعمارهم بين 25 و34 سنة!. وكما تذكر صحيفة الشرق الأوسط فإن هناك أكثر من 200 ألف محاولة انتحار في فرنسا سنويا!. وإذا تأملنا قليلا فالأديان السماوية كلها تحرم الانتحار وتشدد على عقوبة المنتحر. هذا من ناحية ومن ناحية أخرى الانسان لديه غريزة حب الحياة وكراهية الموت. ألسنا ندعو لمن نحب بطول العمر؟! فما الذي يجعل الانسان يدير ظهره الى الحياة ويعمد الى إنهاء حياته بنفسه؟! وما الذي يمكن عمله لمساعدة الناجين من الانتحار أو حتى من يفكرون في الانتحار؟وكيف نفهمهم ؟ وذلك حتى نتمكن من مساعدتهم بالشكل الصحيح وإنقاذ أرواحهم؟! لا شك أن هناك أسباباً كثيرة للانتحار، واذا استبعدنا الأمراض العقلية الذي يفقد فيها الانسان البصيرة والتي تعتبر أحد الأسباب المفضية للانتحار سنجد أسبابا أخرى كإصابة الانسان بمرض عضال، أو فقده لعزيز. ويحضرني هنا انتحار المصمم البريطاني الشهير (الكسندر ماكوين) عن عمر يناهز الأربعين عاماً على إثر وفاة والدته التي كانت بمثابة الملهمة له!. وأيضا هناك الانتحار من أجل الهروب من مشكلة مستعصية! كما قد يفعل بعض الأشخاص الذين تكالبت عليهم الديون.. فلا يجدون الحل والخلاص الا عن طريق الانتحار. ونجد هذا السبب بالذات لدى بعض رجال الأعمال الذين تكبدوا خسائر كبيرة في ثرواتهم. أفكر قد لايكفي أن نردد أن الانتحار محرم وأننا مجتمع مسلم وأن سبب الانتحار ضعف الإيمان.. كل ذلك صحيح ولكن لابد من البحث عن حلول عملية.. فالانتحار يظل ظاهرة إنسانية تطال مختلف المجتمعات. ربما لايكفي فيها تهديد من يفكر أو يحاول الانتحار بالعذاب الأخروي فقط.. بل لابد من تفعيل إجراءات أخرى وقائية وعلاجية وتأهيلية. ولا ننسى أنه أحياناً قد تتحمل الأسرة والمجتمع جزءاً من مسؤولية انتحار الفرد. وأخيراً تحضرني مقولة لطبيب نفسي عن الانتحار يوضح فيها أن أي سبب للانتحار يفضي في النهاية الى تعمق الحزن في روح الانسان ما يقضي على كل رغبة في الحياة لديه. يقول:لا تقولوا فلان قتل نفسه.. بل إن شئتم الدقة قولوا قد قتله الحزن!