في السابق كان لدينا إعلام رياضي منفتح للقارئ الرياضي في تلك الحقبة الزمنية والتي لم يكن لدينا قنوات رياضية مشفرة أو مفتوحة، فقد كان يقوم على الشؤون الرياضية في الجرائد نخبة مختارة استطاعت أن تقتحم الصفوف بأسلوبها الراقي وخلفيتها الرياضية الوافية التي اكتسبوها من واقع المعايشة ومحاكاة الواقع عن قرب، فمثلاً الصفحة الرياضية بهذه الجريدة الغراء يقوم عليها الأستاذ تركي عبدالله السديري وفي جريدة الجزيرة الأستاذ خالد المالك وفي جريدة المدينة الدكتور هاشم عبده هاشم والذين هم الآن يحتلون قمة الصحافة السعودية في الإعلام السياسي واثنان منهم رؤساء تحرير وألقاب أخرى يعرفها القارئ الكريم. في الزمن الماضي كان المتابع يترقب نقداً نظيفاً يتماشى مع الحدث بذلك الأسلوب الرياضي الذي ربما افتقدناه في وقتنا هذا نظراً للتعصب البغيض الذي طمس معالم الحقيقة وجعلنا نعرف أكثر الكتاب بذلك الانتماء المكشوف الذي يمارسه الكثير من الكتاب المحسوبين على مجالنا الرياضي والذين وضعوا أنفسهم في النقد والتحليل وربما التعليق أحياناً وهم حقيقة علة وعالة على هذا المجال المفتوح، فتراه تارة يتسلط على المدرب وأسلوبه وأخرى على أداء بعض اللاعبين بأسلوب فظ غليظ يوحي بجهل مطبق يدركه القارئ البسيط. رأيي أن هؤلاء يشكلون عائقاً فكرياً في مسيرتنا الرياضية التي تحتاج الرأي العاقل الفاهم للتخصص الرياضي بمسمياته المتعددة والتي تحتاج إلى دراسة وممارسة قبل الخوض (الجهلي) الذي نراه اليوم. نحتاج اليوم إلى الكلمة الصادقة الصادرة من الكاتب المتمكن العارف بالرياضة ومشتقاتها وأسرارها، وإلا فقل بارك الله في من جاء كل يوم وقال إنني كاتب. * استاذ محاضر في قانون كرة القدم