قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبدربه في تصريح ل « الرياض » ان زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى واشنطن تكتسب اهمية خاصة وان القيادة الفلسطينية ستطلب الاجابة على ثلاث قضايا رئيسة تحدد بناء عليها بناء الاستراتيجية الفلسطينية خلال الفترة المقبلة. واضاف في لقاء مع «الرياض » ان اول هذه القضايا ان يكون الانسحاب الاسرائيلي من غزة كاملا وأن لا يترك الاسرائيليون بابا للذرائع في المستقبل كما هو الامر في مزارع شبعا اللبنانية. وقال ان القضية الثانية تتمحور حول الطلب بأن يتوقف الاستيطان الاسرائيلي فعلا حول القدس ووقف بناء الجدار لأن موضوع الجدار والاستيطان كفيلان بالقضاء على فكرة اقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة. وبين أن القضية الثالثة تتعلق بمفاوضات الوضع النهائي فيما إذا كانت ستبدأ بعد خطوة الانسحاب من غزة ام انه سيعقبها استرضاء اسرائيلي لعدة سنوات قبل البحث في تنفيذ اي خطوة اخرى. وابدى عبدربه عدم تفاؤله بالموقف الاميركي الذي يريد من الجانب الفلسطيني ما اسماه التحلي بروح عملية وان يتم الآن التركيز على غزة فقط وترك بقية القضايا الى المستقبل. وقال على الجانب الآخر فان (اسرائيل) مستمرة بسياسة الذرائع لتعطيل تنفيذ اي اتفاقات مهما كانت بسيطة وآخرها تفاهمات شرم الشيخ عبر حجج واهية. واكد ان لدى شارون خطة واحدة وهي القضاء على وحدة الضفة الغربية جغرافيا وبشريا وعزل القدس بواسطة جدار الفصل والكتل الاستيطانية التي بدأ ببنائها لمنع قيام دولة فلسطينية تكون الضفة الغربية قاعدتها الرئيسة بالاضافة الى غزة. وقال ان شارون يريد ان يخدع العالم بالمبالغة في ابراز خطوة الانسحاب من غزة وبعدها سيتوقف عن فعل اي خطوة جديدة باستثناء استكمال بناء الجدار والكتل الاستيطانية. وحذر انه اذا لم يتم تدارك الأمر من قبل الجميع واذا لم تبذل واشنطن خصوصا جهداً جاداً للمرة الاولى في تاريخ سياستها ازاء العملية السلمية وهذا مستبعد فان خيار قيام الدولة الفلسطينية سينهار تماما على المدى القريب. وقال ان غزة وملحقاتها من كانتونات ومعازل في الضفة الغربية لن تشكل دولة فلسطينية تحل قضية الشعب الفلسطيني مشيرا الى ان شارون سيجعل من موضوع الانسحاب من غزة ذريعة للبحث والتفاوض لسنوات طويلة من خلال طرح الحدود مع مصر والمعابر والمجال الجوي والميناء والممر الآمن وغيرها من القضايا التي سيتركها معلقة وخاضعة لمفاوضات مستديمة كغطاء للتوسع في الاستيطان وبناء الجدار. وحول الوضع الداخلي الفلسطيني قال عبدربه انه من المؤسف اعتبار خطوات التهدئة ووقف الانفلات الأمني وتوحيد سلطة السلاح ومنع وجود استراتيجيات فلسطينية متعددة وكأنها خدمة لاسرائيل بل هي مصلحة فلسطينية وخدمة للشعب الفلسطيني وقضيته أولا وأخيرا. وقال: لا اعتقد ان مقاومة الاحتلال تتطلب فلسطينيا فلتانا أمنيا في الشوارع والمدن الفلسطينية واشار الى أنه عندما قلنا وقفا لاطلاق النار أردنا خدمة الصالح الفلسطيني فالخيار العسكري هو الافضل لشارون كونه لا مجال للمقارنة بين القدرة العسكرية الاسرائيلية والسلاح المتوفر بيد الفلسطينيين. وقال ان التفاهم الذي تم مع (حماس) وبقية الفصائل كان على أساس وقف اطلاق النار والتوجه للانتخابات لايجاد تعددية سياسية فلسطينية. وبين ان حركة (فتح) تعاني من مشاكل داخلية والامراض المزمنة للحزب القائد. وعن احتمالية انهيار الوضع الأمني مجددا بين الفلسطينيين والاسرائيليين قال عبدربه حتى الآن الوضع هش ولا توجد ضمانات سياسية او خطوات جدية في اطار تنفيذ خطة خارطة الطريق بحيث تجعل الحالة غير قابلة للانهيار والتراجع الى الوراء. واتهم عبدربه الاعلام الاسرائيلي بالتواطؤ مع شارون بالمبالغة وتصوير خطة شارون للانسحاب من غزة بأنها تضع (اسرائيل) على حافة حرب أهلية. وقال ان الهدف من ذلك ليس تعطيل الانسحاب من غزة بل خطوة استباقية لعدم القيام بأي خطوات اضافية ولمنع اي انسحاب من الضفة الغربية مستقبلا.