لقي رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان استقبالا حماسيا لدى وصوله إلى مصر امس الاول في مستهل جولة في دول "الربيع العربي" وستؤكد تركيا دورها كصديق ومساعد للحركات الشعبية التي أطاحت بزعماء عرب حكموا لفترات طويلة. ويسعى اردوغان لجني التأييد الشعبي لتصديه لاسرائيل وتقدير العرب للتجربة التركية للمزج بين الاسلام والديمقراطية كنموذج للحركات الشعبية التي أطاحت بحكام شموليين وتهدد آخرين. وتشمل جولته مصر وتونس وليبيا وكلها شهدت هذا العام سقوط حكام هيمنوا على السلطة طوال عقود وهو ما شكل تحديا للنظم القديمة في سائر انحاء المنطقة. ووصل اردوغان بعد ظهر الأمس الى مقر الجامعة العربية حيث ألقى خطابا امام وزراء الخارجية العرب بعدما زار مؤسسة الازهر في مستهل زيارة لمصر تستغرق يومين، بحسب مراسلي فرانس برس. وكان في استقبال اردوغان في مقر مشيخة الازهر شيخ الازهر احمج الطيب ومفتي الديار المصرية علي جمعة وعدد اخر من الشخصيات المصرية، بحسب بيان اصدره الازهر. وتناول اللقاء، بحسب البيان، التعاون العلمي والثقافي وتبادل الأساتذة والطلاب بين الأزهر جامعا وجامعة وجامعات تركيا خاصة كليات الإلهيات". كما أكد رئيس الوزارء التركي أن المملكة تلعب دورا رئيسيا في صنع السلام واعادة الاستقرار الى منطقة الشرق الاوسط.. وقال أردوغان في حواره مع برنامج العاشرة مساءً على قناة دريم أمس الأول انه عندما يتم النظر للمنطقة، سنجد أن أهم دول هي السعودية ومصر وتركيا وإيران، لذلك لابد من وجود تفاهمات وتعاون مشترك بين تلك الدول لإدارة المنطقة العربية بشكل صحيح. واضاف أن الهدف من زيارته القاهرة، هو الخروج بأكبر قدر من الاتفاقات المشتركة، ليس فقط لتحقيق تفاهمات دولية، وإنما نهدف أيضا إلى تحقيق مجلس إستراتيجي عالي المستوى بين مصر وتركيا. وكان في استقبال اردوغان لدى وصوله الي مطار القاهرة رئيس الوزراء المصري عصام شرف. وقالت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية ان حشدا كبيرا من المصريين اصطف امام صالة كبار الزوار بالمطار مرددا هتافات الترحيب والتأييد لمواقف اردوغان المؤيدة للقضية الفلسطينية ولتطلعات الشعوب العربية الى الحكم الديمقراطي. وصفق حشد من عدة آلاف وردد الهتافات مع خروج اردوغان وشرف من أرض المطار. وبدا كثيرون وسط الحشد من جماعات إسلامية مثل جماعة الاخوان المسلمين التي تنظر إلى اردوغان كمثل أعلى بسبب نجاحه في إدخال الاسلاميين في التيار السياسي الرئيسي في تركيا. وأمسك اردوغان بمكبر للصوت وخاطب الحشد قائلا باللغة العربية "السلام عليكم وتحية للشعب والشبان المصريين. كيف حالكم؟" وسيلقي اردوغان خطابا في جامعة القاهرة في وقت لاحق من نفس اليوم يحدد فيه رؤيته للشرق الاوسط. وكان الرئيس الامريكي باراك أوباما قد تحدث للعالم الاسلامي من نفس هذا الموقع عام 2009 . لكن على الرغم من المصداقية التي يحظى بها اردوغان في الشارع العربي فإنه قد يمثل صداعا لزعماء متحالفين مع الولاياتالمتحدة.