عندما كان السعوديون سابقا ولا يزال بعضهم يتجول ببضاعته بين المساجد وأماكن التجمعات لتسويق مالديه من بضاعة كنت أرى في أعينهم الخوف والترقب من تواجد مفتشي البلديات الذين كانوا يتواجدون بكثرة وباستمرار لمنع الشباب والشياب ( المواطن) على حد سواء من البيع على الأرصفة وعند المساجد ، سبحان الله في غضون سنوات اصبحنا نستورد من الخارج وبقوة باعة متجولين يشوهون شوارعنا وارصفتنا. نعم .. للأسف أن استهتار المواطن والمسؤول على حد سواء بموارد الوطن كان وراء انتشار هذه الظاهرة في جميع مدن المملكة ، وإن ما يتم تحويله للخارج من أموال طائلة تجاوزت المليارات من الريالات لم يعد يهمنا كثيرا. مايهمنا هو لماذا شبابنا لايجد عملاً ولماذا البطالة ، ولا نعلم بأننا بإيدينا نخرب بيوتنا . المهم ماعلينا من الهم والغم والبطالة فهي ليست من شأننا كباقي أمور حياتنا اليومية. لأنه كله كوم واستهتار الوافد كوم آخر ، فهو يعمل في هذا البلد مايشاء وبلا حسيب أو رقيب. صادفت ذات مرة أحدهم يبيع المكسرات عند أحد الأسواق وطبعا يكحل عينه بالداخلات والخارجات من النساء سألته: (ماتخاف تجيك البلدية؟) تعرفون ماذا قال لي ( الله كريم ) والنعم بالله ولكن له معنى والمعنى في بطن الشاعر ماهو؟ المهم اتصلت على 940 وبصراحة سرعة استقبال المكالمة وتسجيل البلاغ كان رائعا وتأتيك رسالة على جوالك بنوع ورقم البلاغ. ولكن ماذا بعد؟ لاحياة لمن تنادي يا أمانة!! نحن والله شعب طيب جدا ونحب الخير للآخرين وهذا ديدننا كمسلمين ولكن للأسف لانعرف مصلحتنا أبداً وأصبح لدينا شعور اللا مبالاة !! طبعا عندما يرى المواطن الاستهتار من المسؤول وعدم اكتراثه بالأنظمة يداخله شعور بأن بلدنا هذا هو بلد (كل من ايده اله) فلماذا يهتم؟ عندما يرى الحفريات لم تردم والارصفة المكسرة في كل مكان يداخله نفس الشعور من اللامبالاة . يامسؤول يامن حملت الأمانة اتق الله ، يامواطن يامن تأكل من خير هذا البلد حافظ عليها وعلى مواردها للأجيال القادمة التي تنتظر منا الكثير. واخيراً أقول من أمن العقوبة أساء الأدب.