ذكر تقرير نشر امس أن العنف الذي أودى بحياة مدني عراقي برئ كان بحوزة القوات البريطانية هناك عام 2003 يبرهن على "الفشل الشامل" لوزارة الدفاع البريطانية ، وذلك لاستخفافها بحظر طرق الاستجواب "المثيرة للجدل". وأظهر تحقيق مستقل حول وفاة بهاء موسى الذي كان يعمل موظفا بأحد فنادق البصرة جنوب العراق في أيلول/سبتمبر 2003 ، أن آثار العنف على جسده لا يمكن وصفها بأنها "حدثت لمرة واحدة". توفي موسى عن 26 عاما وكان ابا لطفلين ، وذلك بعدما عانى "أحداثا بشعة من العنف الشديد غير المبرر" الذي شكل "انتهاكا خطيرا للغاية" لقواعد الانضباط العسكري. وذكر التقرير الذي أعده القاضي المتقاعد ويليام غيغ أن قائدا كبيرا سابقا في الجيش يدعى الكولونيل جورج ميندوسا "مسئول إلى حد كبير" عن المأساة. وأوضح التقرير الذي اعتمد إلى حد ما على شهادة الشهود ، أن "عددا كبيرا" من الجنود اعتدوا على موسى وتسعة أشخاص آخرين اعتقلوا معه على مدار 36 ساعة ، وهو ما ترك عليه اثار 93 من الجروح، المنفصلة عن بعضها البعض. واشار الى الافتقاد الى "الشجاعة الادبية" التي تدفع للاعتراف بالانتهاكات، واوضح انه على يقين من أن " كثيرين آخرين ، بينهم عدة ضباط، قد عرفوا بما جرى". اتخذت قضية موسى رمزا لسوء معاملة المدنيين خلال الحرب في العراق ، والتي وصفتها منظمة حقوقية بأنها منتشرة على نطاق واسع. وفي عام 2006 ، مثل ستة ضباط أمام محكمة عسكرية بشأن القضية، أدين أحدهم فقط بارتكاب جرائم حرب بعدما اعترف بالمعاملة غير الآدمية التي اخضع لها مدنيين، وقد صدر بحقه حكم بالسجن لعام واحد. في شان متصل قالت صحيفة عراقية ذكرت امس ان ساحة التحرير بالعاصمة العراقية بغداد ستشهد اليوم الجمعة مظاهرات تطالب بإقالة الحكومة. ونقلت صحيفة "المدى" المستقلة عن عمر اسماعيل الناشط في تجمع "المواطن لطلبة وشباب العراق"، أحد المشاركين في تنظيم المظاهرة، قوله "عقدنا اجتماعات مطولة مع أبرز المجاميع الشبابية واستطعنا الوصول إلى عدد من الثوابت على صعيد المطالبات من جهة وآلية العمل من جهة أخرى". وأضاف اسماعيل "من ناحية المطالبات، الكل مجمع على مطلب إقالة حكومة المحاصصات الطائفية والحزبية كونها السبب الأساسي في الفساد الذي يعانيه البلد حاليا وسنعمل وبالاتفاق مع المجاميع الأخرى على تحويل التجمع الشعبي في ساحة التحرير من حالة التظاهر إلى حالة الاعتصام". وتابع "سيشهد الجمعة تنظيماً عاليا وكون التظاهر والاعتصام نشاط سياسي يشبه الانتخابات.. فقد قمنا بدعوة أكبر عدد من وسائل الاعلام من فضائيات واذاعات كما سيكون هناك تواجد لمراقبين قانونيين لرصد التجاوزات على المتظاهرين وملاحقة الجهات المسئولة عنها آنياً بالاضافة الى ذلك قمنا بدعوة منظمات دولية ناشطة في حقوق الانسان كمنظمة هيومن رايتس ووتش". والدة بهاء موسى الذي قتل في حجز القوات البريطانية تحمل صورته بمنزلها في البصرة (رويترز)