يتكون الدماغ البشري من بلايين الخلايا العصبية المترابطة في منظومة محكمة وبديعة تمكن البشر من تمييز الأشياء وتخزينها والقيام بعمليات ذهنية معقدة. هذا الإبداع الإلهي في خلق الدماغ البشري دفع بالعديد من العلماء لإجراء الدراسات المستفيضة لفهم أفضل لكيفية عمل الدماغ وبالتالي محاكاته. ففي معهد كاليفورنيا للتقنية توصل الباحثون من بناء ما أسموه بأول شبكة عصبية (neural network) قادرة على التفكير مستخلصة من جزئيات الشفرة الوراثية (DNA)، وذلك في البحث الذي نشره الفريق البحثي في مجلة الطبيعة (Nature) في شهر يوليو الماضي. وقد تم تدريب هذه الشبكة على القيام بتمييز صور أربعة علماء بناء على أسئلة إجاباتها إما نعم أو لا. ومن المتوقع أن يستفاد من هذه النتائج في تطوير أنظمة حساسة قادرة على تمييز الأنماط آنيا وبالتالي اتخاذ القرار في الوقت المناسب. وفي ذات السياق، قامت شركة آي بي إم (IBM) بتطوير رقاقات حاسوبية تحاكي عمل الدماغ. الرقاقة والتي تتصرف كالشبكات العصبية لديها القدرة على التكيف مع نوع المعلومات التي يتم تغذيتها بها، وذلك بفضل إمكانياتها المتوازية في معالجة المعلومات وتخزينها. يذكر أن الشركة سخرت 100 باحث ومبلغ 41 مليون دولار لتطوير مثل هذه الرقاقات خلال ستة أعوام. إن إنتاج حاسوب بقوة عمل العقل البشري ليس بقريب بعد، ولكن مثل هذه الأبحاث المتتالية والتي تستفيد من تجارب غيرها لابد لها أن تتوصل إلى نتيجة ملموسة حتى ولو كان في المستقبل البعيد!!