عيد بأيّ حال عدت يا عيد بما مضى أم لأمر فيك تجديد؟ حتى الشاعر المتنبي كان يناجي العيد بالتجديد والتغيير ويخاطب العقل ويتباكى على حال العيد وأحواله وما ينبئ عن الجديد فيه، في كل مناسبة تمر علينا في مواسم العيد يقف الإنسان متأملاً نفسه وحاله وحال مجتمعه ومحيطه القريب، هل نما وتطور وحدث فيه جديد وتحققت آماله وتطلعاته؟لا أخفيكم سراً أعزائي بأنني أشعر وينتابني إحساس لا أدري عن مصدره! ويخالجني الشك دائماً في اننا كمجتمع لم نخطُ الخطوات الواثقة والمأمولة في مواكبة الركب العالمي المتطور من التطوير والتغيير وأقصد بذلك مسايرة المجتمعات الحضارية والمدنية في أوروبا وأمريكا وبعض دول الشرق مثل شعوب اليابان وكوريا والصين من حيث الإيمان بالتطوير ومنبعه من وجهة نظري الإيمان بالنظام والأنظمة واتباعها والالتزام بها والممارسات المدنية والحضارية في الحياة بكل انواع التقدم والحضارة والسلوكيات والأخلاقيات ، الذي دعاني إلى هذا الأمر وعلى سبيل المثال لا الحصر منظر تلك الممارسات والسلوكيات الخاطئة التي نلاحظها على مدار اليوم والساعة في حياتنا وأعمالنا اليومية ،فهذا المسئول وهذا التاجر وهذا المواطن والمواطنة الكثير من الأخطاء والتجاوزات الشائعة التي تحدث في العلن أحياناً وفي دهاليز الأسرار أحياناً أكثر،مشهد الطرقات والتجاوزات لأنظمة المرور وحقوق الناس واضحة تماماً ، تعامل السائقين في حرب ومآسي الشوارع يندى له الجبين ، ولولا الله ثم ساهر الذي لا يرحم فقيرا ولا محتاجا لخشينا ان تكون ضحايا السرعة عندنا هي ضحايا حرب ضروس! ،التجاوزات في مناحي الحياة المختلفة حدّث ولا حرج ، ديوان المراقبة العامة يعمل بأقصى طاقته هيئة الرقابة والتحقيق لا يوجد لديها متسع ولا إمكانية لمعالجة كل القضايا هيئة مكافحة الفساد الجديدة تتوثب لأخذ نصيبها من هذه التجاوزات ، لجان الغش التجاري تعمل بطاقتها ولا تلحق!حماية المستهلك لا تدري تحمي نفسها ام تحمي هذا السوق الذي يعج بكل أنواع السلع الرديئة من المتردية و النطيحة،! ونار الأسعار وتجاوزات الحدود المعقولة في واد آخر ، الجمارك تهل عليها مصائب الواردات من تلك التي لا تصلح لا للاستهلاك الآدمي ولا تقره حتى جمعيات الرفق بالحيوان!أصبحنا نشكك في كل صغيرة وكبيرة ونشكل اللجان للمعالجة ولجان أخرى للمتابعة وهيئات للإشراف على الأوضاع..لماذا يحدث هذا؟ ضمائر بعض المسئولين في سبات عميق، فإذا كان القاضي وهو على سبيل المثال فقط لأنه القدوة الحسنة يأتي للدوام بعد العاشرة ويخرج الواحدة والمراجعون ينظرون له ولا يستطيعون إبداء رأيهم ولا حتى مناصحته من قبيل الحصانة الدبلوماسية له ! التي وضعت كمظلة من الوزارة ضد أي نقد يوجه له، إذاً فما بال الموظفين الآخرين في الدوائر الحكومية الأخرى ، هذا إذا سلمنا انه لا يوجد جني احتياجات خاصة! الواسطة لدينا أصبحت علامة ماركة مسجلة! وهي معول الهدم الأول وعدو النظام ، حتى الإعلام الذي يمارس دوره في تقويم الأمور أصبح حتى مع الصحافة الالكترونية المفتوحة غائباً في كثير من المشاهد وتغلبه حدود الخطوط الحمراء، كل ذلك وأنا أستغرب شيئا واحدا لدينا أهم عاملين مؤثرين في حياتنا الأول إننا شعب مسلم والإسلام دين الاستقامة والالتزام والثاني وجود قيادة وملك همّه الأول والأخير انضباطية الأنظمة والالتزام والحرص وعدم التجاوز من أيّ كائن كان وفي أي أمر كان ويردد ذلك كثيراً حتى أصبح شعاراً لكل المناسبات التي يتحدث فيها ، إذاً من أين هذا الخلل؟ إننا نحتاج جميعاً وقفة تأمل مع النفس لمعرفة هذا القصور وتدارك كل هذه الممارسات الخاطئة والتجاوزات التي تسيء لهذا الوطن ، هذه رسالة للمسئول والتاجر والمواطن والمواطنة بدون تحديد أو تخصيص بأن يكون النظام والانضباطية والاستقامة في أعمالنا وممارساتنا هي ديدن كل فرد في المجتمع ، فوالله غير حساب الآخرة وهو الأهم هذا الوطن أمانة في أعناق الجميع وتطوره وتنميته معقودة على عمل ملتزم ومنضبط بكل الأنظمة والأمانة والضمائر الحية ، وحتى تأتي مناسبة العيد القادمة وقد صعدنا بإذن الله في مؤشرات وترتيب الدول في الحضارة والمدنية والتطور أعلى الدرجات، لا نقول نصل إلى مصاف حضارة اليابان والدول الاسكندنافية في النظام ولكن لا نقبع مع دول الترتيبات المتأخرة في التصنيفات الدولية وحتى نجعل من عيدنا عيدين. الخاطرة بكل الود وبكل المحبة كل عام وأنتم ومن أحببتم بخير وصحة وعافية..