بعد انتظار أكثر من خمسة عشر عاماً، يرفض صندوق التنمية العقاري، منح المقترضين حينما أعلن عن أسمائهم في الدفعة الجديدة، وبها يوقف عشرات الآلاف من المواطنين المستحقين للقرض الذي يحلمون به بعد هذه السنوات العجاف! أيعقل بعد سنوات من الانتظار، أن يكافأ المواطن بإيقاف قرضه، وتقتل فرحة أسرة كاملة! بسبب غير مقنع لأنه بنى عقاراً وتكلف عناء الأقساط البنكية الموجعة.. ربما يريدون من الذين بنوا مساكن أن يتوسلوا إليهم حتى يتمكنوا من قرضهم الحكومي! إذن؛ كان من الأولى على المواطن الذي بنى عقاراً سواءً كان مقترضاً من بنك أو من (تحويشة العمر)، أن يكتب معروضاً مع "حبة خشم"- كالعادة- قائلا: سعادة مدير صندوق التنمية العقاري – حفظه الله- أتقدم لسعادتكم وكلي أمل في النظر إلى قضيتي التي امتدت أكثر من خمسة عشر سنة، وأنا في انتظار قرضي الذي أمر به ولي الأمر لكل مواطن، ولكن خلال هذه السنوات كنت أتنقل ما بين أيدي التجار الطيبين– من حي إلى حي- الذين لم يستغلوا حاجتي للاستئجار برفع الأسعار ولا غيرها، بل كانوا ملتزمين بالأنظمة المعمول بها في العالم، ومهذبين في التخاطب ولم يستخدموا ألفاظاً بذيئة وتهديدات بفصل التيار الكهربائي، لكن كما تعلم "العيال صاروا أشناباً" ومن حفظة كتاب الله الكريم. وكما تعلم أيضاً أن الشقة لم تعد قادرة على احتوائنا، لأن أبنائي في سن الزواج، وكي افرح بهم "دبرت" عمري من هنا وهناك حتى فرَّج الله عليَّ من أحبتي وأقاربي الموسرين مع "قريض صغير" من بنك أسلامي – ولله الحمد والمنة- وبفائدة ميسرة ومباركة، دون تلاعب وتحايل، حفظ الله بنوكنا الإسلامية من الربا وشره. وأخيراً، استبشرت خيراً وأنا على قيد الحياة أن يصل قرضي بهذه السرعة التي لم تعهد بها جميع الدول التي تمنح مواطنيها قروضاً ومساكن، وإذا بي أتفاجأ، بأن قرضي موقوف بعدما أعلن عن اسمي في الدفعة الأخيرة، بسبب أنني أمتلك عقاراً من "حُر مالي"! ولذا نطلب من الله ثم من سعادتكم التكرم بالعفو عن خطيئتي "آخر مرة ما أعيدها" التي ارتكبتها بشراء منزل بالأقساط البنكية التي لا تقسم الظهر بل إنها تحترم القوانين، وذلك بفضل من الله ثم بصرامة أنظمة وقوة مؤسسة النقد العربي السعودي، التي لا تقف مكتوفة الأيدي عندما تتلاعب البنوك التجارية بسعر الفائدة، وخاصة المصارف الإسلامية التي لاتستغل عاطفة الناس! نسأل المولى عزوجل أن يتقبل صيامكم ومساعدتكم لإخوانكم..