تقي مظلات المسجد النبوي الشريف 200 ألف مصل من لهيب الشمس إذ يعد مشروع تركيب المظلات الواقية من أبرز المشاريع المعتمدة لتوسعة الحرم النبوي وذلك بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أثناء زيارته للمدينة المنورة بعد توليه مقاليد الحكم، حيث أمر باعتماد استكمال الأعمال المتبقية من مشروع توسعة المسجد النبوي الشريف، وتشمل تركيب 68 مظلة إضافية تضاف إلى 182 مظلة موجودة أصلاً ليصبح إجمالي عدد المظلات 250 مظلة تغطي جميع ساحات المسجد لوقاية المصلين والزائرين من حرارة الشمس ومخاطر الأمطار، وخاصة حوادث الانزلاق. وقد شكّل أمر خادم الحرمين الشريفين بتركيب هذه المظلات في الساحات الخارجية للحرم النبوي، إضافة وخدمة جليلة لزوار الحرم، حيث أضفت هذه المظلات على الساحات رونقاً وجمالاً أخّاذاً، يتناسب مع الأجواء المفعمة بالروحانية والسكينة التي تغطي جنبات المكان، ويتيح لأكثر من 200 ألف مصل وزائر للحرم التمتع بتلك الأجواء الروحانية، وقضاء فروضهم في أي وقت من أوقات النهار دون خوف من حرارة الشمس وتقلبات الطقس. وتمتاز المظلات بأنها تفتح آلياً عند الحاجة لها حيث تغطي المظلة الواحدة 576 متراً مربعاً، وهي مجهزة بأنظمة لتصريف السيول، ونظام للإنارة، وتتكون المظلة من إطار وهيكل حديدي وثماني أذرع متحركة تم صنعها من مقاطع خاصة من الفولاذ عالي المقاومة، أما أغطية المظلة فهي من الألياف الزجاجية المكسوة بزخارف من الزجاج الصخري لحماية نسيجها عند الإغلاق إضافة إلى دورها العملي لراحة المصلين أضفت هذه المظلات على الساحات رونقاً وجمالاً. تم تركيب هذه المظلات على أعمدة الساحات المحيطة بالمسجد النبوي، لتغطي مساحة104000 متر مربع من جهاته الثلاث، مع تظليل مسارين في الجهة الجنوبية يسير تحتها الزوار والمصلين، وقد صممت المظلات بارتفاعين مختلفين بحيث تعلو الواحدة الأخرى على شكل مجموعات لتكون متداخلة فيما بينها، ويتساوى ارتفاع جميع المظلات في حالة الإغلاق ليبلغ أكثر من 21 متراً. نالت الساحة الشرقية نصيبها من التوسعة الجديدة للحرم النبوي الشريف الأمر الذي أسهم في تغيير معالم الحركة لتصبح أكثر انسيابية وراحة، حيث وفرت مساحات شاسعة أمام مرتاديها، تقدر بنحو30500 متر مربع، وهي مبلطة بنفس أنواع وألوان الرخام والجرانيت للساحة الأساسية، وبالنسق المعماري نفسه، لتستوعب ما يزيد عن 70000 مصل. يتكون نسيج المظلة من التفلون المقاوم للاشتعال، والعوامل الجوية، والأشعة فوق البنفسجية، وقد تم تثبيت المظلات على أعمدة إنارة تتألف من أنبوب معدني من الحديد عالي المقاومة بارتفاع نحو 650 متراً، مثبتاً على قواعد خرسانية، كما أن أعمدة الإنارة وقواعدها مكسوة بالجرانيت، أما الأجزاء العليا منها فمكسوة بالحجر الصناعي، وقد زود عامود الإنارة الواحد من أعلاه بأربع وحدات إنارة بها عواكس متطورة ذات مقرنصات توزع الضوء بشكل قوي منتظم يمنع حدوث وهج على أعين الناظرين، فضلا عن أن وحدات الإنارة قد تم تغليفها بالنحاس. وفرت المظلات الجديدة مساحة لمئتي ألف مصل كما شمل مشروع التوسعة تنفيذ ثلاثة أنفاق لربط مواقف السيارات بالمسجد النبوي بطريق الملك فيصل ( الدائري الأول ) كما تضمن المشروع استكمال طريق الملك فيصل الدائري وأنفاق المشاة الشمالية والجنوبية وعددها سبعة، واستكمال تنفيذ الشوارع والأرصفة والإنارة الدائمة في المنطقة المركزية.