رحل الشيخ والرمز الرياضي الكبير عبدالرحمن ابن سعيد -رحمه الله- الذي أفنى ثمانية عقود ونصفا من عمره في خدمة شباب ورياضة هذا الوطن، لم يكل ولا يمل من خلال عمله الدؤوب ونظرته الثاقبة التي كانت تحمل عنوان ولا غيره، ألا وهو "اللا إنتمائية" أو بالأصح تحت شعار" بعيداً عن التعصب" وقلما نجد الآن من يعمل بالحقل الرياضي ويكون منزوع "الدسم" أي التعصب، نعم من يكون هذا هو "أبو مساعد" ذلك الذي رحل وخلف إرثاً رياضيا يجب أن نسترجعه ولكن على مراحل، لكي يتم فهم فصوله والتحدث فيه بطلاقة، فاختزال ذلك الإرث ليس بالسهل فهو من جمعه المرحوم بستة وثمانين عاماً فكيف لنا أن نفنده بأيام أو من خلال سطور. ابن سعيد الحكمة والتعامل وأبو مساعد الحنكة والإصرار أبا الرياضيين قبل الهلاليين تحدى الصعاب فنال الأماني، ففي حقبته الزمنية التي عاشها ندرك مدى التحديات التي تواجه كل من يسعى لتطوير مجال معين، فما بالكم بشخص "عشق التحديات" وراهن على أن يكسبها وبالفعل كانت عنوانا لعمله اللاانتمائي، إذ يعلم الجميع أن تلك الفترة كانت صعبة لعوامل عدة، ولعل النشاط الرياضي المتمثل بالأندية والركض خلف "الجلد المنفوخ" كان من تلك الأفكار؛ ومع ذلك صارع ابن سعيد ونشر اللعبة من خلال تأسيسه لناديي الهلال والشباب وتوليه نائب الرئيس الثغر أي الأهلي، فمن منا بهذا الوقت لا يشوبه الانتماء أو حتى يسيطر عليه، فابن سعيد -رحمه الله- نبذ ذلك وسعى لمصلحة الشباب والرياضة قبل أن يغتال جسمه "التعصب" وواجه التحديات وصمد بوجه كل من خالفه الرأي بتأسيس أو نشر مفاهيم لعبة بحجة معينة أو دونها،كان همه الشباب والرياضة أو بالأصح النهضة الرياضية أي نهضة وطنه قبل كل شيء. علينا أن نتعلم من ما قدمه الراحل الذي كان رائداً ورمزاً من رموز قادة الحراك الرياضي بهذه البلاد؛ وعلينا أن نتعلم من حلمه ورحابة صدره لأبنائه الرياضيين حينما يلجؤون لتحكيمه أو حتى أخذ رأيه ومشورته. على " أبناء ابن سعيد" مسؤولية بث ونشر مجلدات ومذكرات والدهم -رحمه الله- من خلال التواصل مع العلاقات العامة بنادي الهلال كونه النادي القريب من الراحل أكثر من غيره وهذا وفاء من الطرفين، وعلى مسؤولي نادي الهلال العاتق الأكبر من خلال عدة أمور يجب أن تفعل وتطبق تجاه ابن سعيد، فيجب أولاً تكريمه من خلال إقامة دورة رمضانية كل عام وثانياً إطلاق اسمه على إحدى صالات الأنشطة بالهلال وإقامة مسابقة ثقافية كل عام تنطلق مع بداية كل موسم رياضي وتكون جوائزها قيمة بقيمة الراحل وثالثاً والشيء الأهم هو تخليد ذكرى الراحل من خلال تأليف كتاب يحمل كل ما من شأنه ابن سعيد ومن هو وما دوره تجاه الرياضة السعودية، وعلى الرئاسة العامة لرعاية الشباب أن تكرم الرمز الرياضي ابن سعيد من خلال عدة محافل أو حتى تخليد ذكراه بتسمية إحدى الصالات الرياضية باسمه. رحم الله ابن سعيد رحمةً واسعة وأسكنه فسيح جناته إنا لله و إنا إليه راجعون.