موسم للنسيان.. هذا التوصيف هو أقل ما يمكن أن يوصف به حال الاتحاد السعودي لكرة السلة في الموسم الرياضي المنقضي 2011 الذي عاش واقعا مأزوما على غير صعيد، سواء من جهة النتائج السلبية التي خلفتها الأندية على صعيد تمثيلها الخارجي مع غياب كامل للمنتخبات عن إي مشاركة خارجية، أو من جهة المنافسات المحلية التي عاشت حالة من الرتابة بسبب قصر مدة المسابقات التي لم تستمر حتى ثلاثة أشهر وامتدت لضعف المدة لحالات التوقف عدة مرات، وكذلك بسبب الحالات المتكررة لتأجيل المباريات لظروف الطيران وتداخل البطولات العسكرية مع الدوري، فضلا عن عدم وجود راع للبطولات الداخلية التي دفعت اتحاد اللعبة في نهاية الموسم لإلغاء بطولة النخبة والاكتفاء بمسابقتي الدوري والكأس. "دنيا الرياضة" تسلط وبشكل موسع في السطور التالية الضوء على نشاط اتحاد كرة السلة للموسم الرياضي 2011م من جميع النواحي. * انسحاب الشركة الراعية ضربة موجعة لاتحاد اللعبة تلقى الاتحاد السعودي لكرة السلة أقوى خسارة له بداية الموسم الرياضي الماضي من خلال اعتذار الشركة الراعية عن رعاية المسابقات الداخلية من دون الكشف عن الأسباب، وهو الأمر الذي أوقف العديد من الأنشطة التي كانت تعتمد على رعاية وتمويل الشركة الراعية، ورغم محاولات اتحاد اللعبة الحثيثة للبحث عن راع، إلا أن محاولاته بات بالفشل في الموسم الرياضي الماضي، وشكل اتحاد اللعبة لجنة لدراسة وبحث العديد من العروض المطروحة. * أحد والاتحاد يسقطان.. والأهلي يعتذر تدهور السلة السعودية الواضح في النتائج ظهر جلياً على المشاركات الخارجية للأندية في الموسم الرياضي الماضي، فالاتحاد عاد بنتائج مخيبة للآمال في بطولة آسيا بالفلبين واحتل المركز السابع في البطولة وهو المركز ذاته الذي حققه في بطولة الأندية الخليجية بالمدينة، وأحد هو الآخر رغم استضافته للبطولة الخليجية ال 31 للأندية إلا أنه احتل المركز الثالث، بينما اعتذر النادي الأهلي عن المشاركة في البطولة العربية في الإمارات لضيق الوقت ولأمور مالية أيضاً. * حصاد الموسم المحلي محليا وضع فريق الاتحاد اسمه في السجل الشرفي للبطولات بتحقيقه بطولة الدوري الممتاز بجدارة واستحقاق، في حين كانت البطولة الثانية كأس الأمير فيصل بن فهد من نصيب الأنصار فيما ألغيت البطولة الثالثة (النخبة) بينما سجل فريق أحد تراجعاً ملحوظاً في مستوياته الفنية باحتلاله مركزا متأخرا وبدا كالذي يتنازل عن استحقاقاته البطولية وزعامته لفرق السلة رويداً رويدا، مع تراجع ملحوظ لمستوى فريقي الهلال والأهلي، ودخول الفتح منافسا متوقع خلال السنوات المقبلة. * تأجيل وفتور عاشت المسابقات في الموسم الماضي حالة فتور بسبب البداية المتأخرة للدوري، مع توقفات لفترات طويلة، ما تسبب في حالة إرباك عاشتها الأندية، عدا عن أن الدوري عاد ليتوقف قرابة شهر وذلك لإقامة بطولة الكأس منتصف الدوري، وهو ما تسبب في استمرار المسابقات حتى مع طي كل الاتحادات السعودية ملف استحقاقاتها المحلية، وتسبب ذلك في إلغاء بطولة النخبة التي كانت آخر مسابقة بالتزامن مع مشاركة خارجية لنادي الاتحاد في بطولة أندية آسيا، وهو أحد الفرق المشاركة بالبطولة، مع تأجيل موعد إقامتها أكثر من ثلاثة مرات إضافة لغياب الراعي ما اضطر اتحاد السلة إلى إلغاء البطولة بشكل (استثنائي) في الموسم الرياضي الجاري. تتويج الأنصار بالكأس * استمرار غياب الانجازات للأندية والمنتخبات خمس سنوات في المقابل لم نشاهد أي إنجاز أو بطولة سواء للمنتخبات أو الأندية خلال الاستحقاقات الخارجية العربية والخليجية وعلى مدار خمس سنوات متتالية بدءاً من عام 2005م، بالرغم من الإصلاحات والدعم المادي الكبير الذي قدم من اتحاد السلة للمنتخبات والأندية، إلا أن مستوى السلة السعودية عامة وعلى مختلف الأصعدة مازال دون التطلعات، خصوصاً في الاستحقاقات الخارجية، مع تراجع ملموس على المستوى المحلي، باستثناء تتويج وحيد لمنتخب الناشئين الذي حقق آخر بطولة للخليج 2008م؛ إذ سجل موسم 2011 غيابا كاملا للمشاركات السعودية؛ لعدم وجود بطولات مبرمجة خليجياً وعربية للمنتخب الأول، وغياب عن منافسات البطولة الآسيوية، فيما تأهل منتخب الناشئين للنهائيات الآسيوية في فيتنام أكتوبر المقبل، بقرار من تنظيمية السلة إلى جوار الكويت لمخالفة "السن" للاعبي منتخب البحرين بالبطولة الخليجية الماضية بالبحرين. * المركز 66 عالمياً يكشف الحال: لم يتنح المنتخب السعودي من المركز 66 منذ ثلاث سنوات على مستوى المنتخبات العالمية في كرة السلة من أصل 89 منتخب وفق آخر تصنيف للاتحاد الدولي (فيبا)، وهو الأمر الذي يؤكد تدهور السلة السعودية، خصوصاً إذا علمنا أن منتخبات عربية عدة بل وخليجية ومنها قطر والإمارات والبحرين تسجل مراكز أفضل على مستوى الترتيب العالمي. * سوء الاستفادة من العنصر الأجنبي في المقابل رأى عدد من النقاد ومتابعي اللعبة أن سبب تراجع السلة السعودية والدوري يرجع لضعف العنصر الأجنبي في الدوري الممتاز؛ لسوء الاختيارات والبحث عن لاعبين بأسعار رخيصة، وهو الأمر الذي قلص الفرصة أمام اللاعب السعودي. # الجهني: قصر وإهمال بالقاعدة سبب تراجع اللعبة مدرب منتخب الشباب السابق وشباب الأنصار الوطني عادل الجهني ارجع تدهور السلة السعودية لأسباب عدة؛ إذ قال: "من أهم أسباب هبوط مستوي السلة السعودية قصر الموسم الرياضي في جميع الدرجات فالناشئين حوالي ثلاثة أشهر والشباب أربعة أشهر والأول خمسة أشهر وبذلك لا يلعب اللاعب إلا مباريات قليلة لا ترتقى بمستواه الفني كما أن عدم انتظام اللاعبين في حضور التدريبات لضعف الحوافز المادية في الأندية والمنتخبات وعدم عمل معسكرات للمنتخبات بصورة دورية داخلية أو خارجية يعد سبباً مباشراً أيضاً". وتابع: "عدم وجود مراكز متخصصة للتدريب في مناطق المملكة تحت إشراف الاتحاد السعودي لكرة السلة ساهم في تراجع انتشار وقوة اللعبة، إضافة إلى إهمال كبير من قبل الأندية للقطاعات السنية مع أنها هي الأساس، وسوء الاهتمام بالمدربين الوطنيين وعدم تطويرهم من خلال الدورات، مع غياب الحوافز المقررة للبطولات غير مجزية وأحياناً لا تصرف هذه الحوافز، إضافة إلى عزوف الجماهير عن حضور المباريات وقلة الاهتمام الإعلامي". عادل الجهني # الاحسائي يحمل الأندية المسئولية الأكبر لتراجع اللعبة والمنتخب عضو لجنة المنتخبات والمدرب الوطني عادل الاحسائي حمل الأندية المسئولية الأكبر لتراجع مستوى لعبة كرة السلة، مشيراً إلى أن كرة اليد أصبحت أفضل من جميع النواحي لوجود اهتمام واسع من الأندية. وقال: "هناك إهمال من اتحاد اللعبة في عدم تكثيف مدة معسكرات المنتخبات، وعدم المشاركة في بطولات ودية منذ ثلاث سنوات، ما ساهم في تراجع مستوى المنتخب". وطالب الاحسائي الأندية بالاهتمام بشكل اكبر بلعبة كرة السلة، مشيراً أن اهتمام ودعم اتحاد اللعبة وحدة لا يكفي.