قال وزير المالية البريطاني جورج أوزبورن أمس إنه يتعين على بلاده معالجة مشاكلها الاجتماعية "الدفينة" بعدما امتدت اعمال الشغب لانحاء البلاد الاسبوع الماضي ولكنه ذكر أن بريطانيا ملتزمة بخطتها لخفض اعداد رجال الشرطة. وأضاف أن بعض المجتمعات شعرت بتخلفها عن بقية البلاد وان الامر متروك للمجتمع والحكومة لإعادة دمج هذه المجموعات التي تشعر بعزلة وضمان ادراكها للفرق بين الصواب والخطأ. وصرح لراديو هيئة الاذاعة البريطانية "ثمة مشاكل اجتماعية دفينة نحتاج لمعالجتها". وتابع "ثمة مجتمعات لم تساير بقية البلاد. انها المجتمعات التي حرمت من شريان الحياة الاقتصادي لبقية البلاد". ووجهت انتقادت للحكومة لانها تمضي قدما في خطة خفض ميزانية الشرطة في وقت تابعت فيه البلاد بانزعاج الشرطة وهي تبدو بلا حول ولا قوة في اغلب الاحوال في مواجهة مئات من الشبان ينهبون المتاجر ويضرمون النار في شركات ومتاجر ومنازل خلال أربعة ايام من أعمال الشغب. ولكن أوزبورن الذي تعهد بخفض حاد للانفاق العام لمواجهة عجز قياسي في الميزانية قال ان المشاكل لن تحل ببعثرة الاموال على الشرطة فحسب. وقال ان الحكومة لازالت عازمة على خفض ملياري جنيه استرليني من ميزانية الشرطة مما يعني فقدان نحو 30 ألف وظيفة. وصرح "نحن ملتزمون كما أوضح وزير الداخلية ورئيس الوزراء وأنا الأسبوع الماضي بالخطة التي وضعناها لاصلاح الشرطة." وتابع ان الامر لا يتعلق بالعدد ولكن "بتحسين تواجد الشرطة في مجتمعاتنا بحيث تصبح الشرطة مرئية بشكل أكبر". وفي مواجهة الانتقادات بشأن معالجتها للشغب استعانت الحكومة بوليام براتون خبير جرائم الشوارع الامريكي لتقديم النصح بشأن التعامل مع عنف العصابات وهو أحد العوامل التي يلقى باللوم عليها في الاضطرابات. وقال اوزبورن "نريد ان نستعين بنصيحة اشخاص امثال بيل براتون لمعالجة بعض المشاكل الاجتماعية الدفينة مثل ثقافة العصابات في مجتمعنا بشكل حقيقي". وأضاف "ولكن الامر لا يقتصر على ميزانيات الشرطة بل يتعلق بتحد أكبر كثيرا لمجتمعنا الذي يتعامل مع اشخاص جرى تجاهلهم لفترة طويلة ومساعدتهم لكي يشعروا بان لهم دورا في المجتمع ويشعروا انهم يدركون الفرق بين الصواب والخطأ ويفهموا مسؤولياتهم تجاه المجتمعات الاخرى وليس حقوقهم فحسب وهو تحد للحكومة في المستقبل".