رغم كثرة شركات سيارات الأجرة وازدحام الشوارع الرئيسة بسيارات «الليموزين»، إلاّ أنّ هناك خدمة موجودة في معظم دول العالم وليس لها أي وجود في مدننا حتى أنّ بعض دول العالم الثالث قد تجد فيها هذه الخدمة، ألا وهي خدمة «توصيل التاكسي» بمعنى أنّ كبير السن أو المرأة أو الشخص الذي منزله بعيد عن الشوارع الرئيسة ما عليه سوى الاتصال بإحدى شركات سيارات الأجرة وهم بدورهم يقومون بإرسال سيارة إلى عنوانه في أسرع وقت.ولكن الملاحظ أننا في المملكة نعيش بعيداً عن أي تطور أو تقدم في مجال وسائل النقل في ظل انعدام القطارات والباصات المريحة، مما يستدعي الحديث عن وزارة النقل ودورها في توفير خدمة الاتصال على شركات «التاكسي» لتخفيف الازدحام الخانق والعشوائي لسيارات الأجرة في الشوارع.. وهذا لن يتحقق إلا باتخاذ قرارات جريئة لإلزام الشركات بتوفير خدمة الاتصال بالشركة وإيقاف التواجد اللامعقول لهذه السيارات في الشوارع، «الرياض» سلطت الضوء على القضية للتنويه بأهمية وجود هذه الخدمة في كل مناطق المملكة. تركي البيضاني بعيد عن الشارع بداية يقول «تركي البيضاني»: أنا أسكن بحي الشفاء جنوبالرياض تحديداً بمنطقة الحزم ويبعد منزلي عن الشارع العام قرابة كيلو وفي صباح أحد الأيام وأنا أريد الذهاب للعمل تفاجأت بأنّ سيارتي متعطلة عندما لم أتمكن من تشغيلها شعرت بأني في ورطة ولم أجد حلا لها سوى المشي إلى الشارع العام الذي يبعد عن منزلي (600) م لكي أبحث عن سيارة أجرة ورغم كل المسافة التي قطعتها للوصول إلى الشارع العام لم أجد سيارة أجرة إلاّ بعد الوقوف لأكثر من (20) دقيقة، مضيفاً: ولو كانت متوفرة لدينا خدمة التوصيل من المنزل لكنت اتصلت بإحدى شركات الأجرة وطلبت منهم إرسال سيارة لي، وبالتالي كنت قد ارتحت من المشي الطويل ومن الوقوف الممل على جانب الطريق، متسائلاً: ماذا سيكون حال كبار السن في مثل هذه الحالة وكيف سيمشي رجل كبير في السن كل هذه المسافة؟، ولماذا كل ذلك العناء؟ ولماذا لا توفر شركات الأجرة (اللموزين) خدمة التوصيل من وإلى المنازل مادام أنها ستتقاضى أجراً على هذه الخدمة!. عائلة انتظرت كثيراً في الشمس إلى حين وصول سيارة الأجرة كيف تتصرف المرأة؟ وأوضح «تركي الشريف» أنّ مثل هذه الخدمة يفترض أنها موجودة لدينا منذ (20) سنة، ولا أدري ما سبب انعدامها رغم أننا أحوج الشعوب إليها؛ لأنّ نصف مجتمعنا وهن النساء ممنوعات من قيادة السيارة فكيف تتصرف المرأة الأرملة لو احتاجت هي أو أحد أطفالها المستشفى في وقت متأخر من الليل؟، خاصة إذا كان منزلها بعيداً عن الشارع الرئيسي الذي من المحتمل أن تجد فيه سيارات أجرة، فهل ستمتلك الجرأة للخروج في ذلك الوقت وتعرض نفسها للخطر أم ستبقى في منزلها حتى الصباح تعالج المرض هي أو أحد أطفالها؟ فمن المسؤول عن وضع هذه المرأة بين خيارين أحلاهما مر؟،ولماذا لا توفر شركات سيارات الأجرة خدمة (اتصل ونحن نصل) في أي وقت؟، بحيث تسهم في حل معاناة المرضى وكبار السن والنساء وكل من يبعد منزله عن الشوارع الرئيسة. تركي الشريف بعيد عن الشوارع! وتقول «أم منصور» -65 عاما-: توفي زوجي قبل أكثر من (8) سنوات ومنذ وفاته حتى اليوم وأنا أعاني الأمرين؛ لأجل الحصول على سيارة أجرة لكون منزلنا داخل حي سكني شرق جدة بعيدا عن المناطق المركزية والشوارع الرئيسة وقلما نجد سيارة أجرة داخل الحي، وكلما أوقفت سيارة أجرة أطالب سائقها بإعطائي رقمه كي اتصل عليه عندما أكون بحاجة سيارة، ولكن مع الأسف كلما اتصلت على أحد منهم يعتذر بأن لديه مشوارا شمال جدة ويحتاج إلى ساعتين كي يصل إلينا، والبعض منهم يطلب للمشوار (200) ريال لبعد مشواره ولأننا سوف نتسبب في ضياع الكثير من وقته مقابل مبلغ زهيد، وأحياناً كثيرة نلجأ إلى الجيران بأن يرسلوا لنا سائقهم أو أحد أبنائهم كي يوصلنا إلى الشارع الرئيسي وأقف أنا وبناتي ننتظر سيارات الأجرة ما يقارب نصف ساعة، مضيفةً: بصراحة قبل أن يموت زوجي كنت من أشد المعارضات لقيادة المرأة للسيارة لكن بعد المعاناة التي عشتها أنا وبناتي بعد وفاته صرت أرى أن قيادة المرأة للسيارة أصبحت ضرورة لأن الأسر في زمننا هذا تشتتت والأقارب تفرقوا فإن كان لي قريب أو أخ شمال جدة لن يتحمل أن يزورني بشكل يومي ويلبي احتياجاتي مثل زمان، حيث أنّ ظروفي لا تسمح لي باستقدام سائق والتكفل بسكنه ومصاريفه من ناحية وأخاف على بناتي من السائق من ناحية أخرى، لا يوجد حل لهذه المشكلة سوى تكليف أصحاب شركات أجرة السيارات بإيجاد خدمة التوصيل من وإلى المنازل عبر اتصال أو السماح للنساء خاصة الأرامل والمطلقات بقيادة السيارات. فتاتان تعرضان نفسيهما للخطر بحثاً عن خدمة التوصيل