دعا الرئيس الاميركي باراك اوباما الكونغرس الى التوصل الى تسوية لتجنب تعثر في تسديد المستحقات بينما رفض مجلس الشيوخ نصا تقدم به الجمهوريون لرفع سقف الدين العام المسموح به واتخذ اجراءات لدفع خطته قدما. يوم غد الاثنين سيكون يوما حاسما في تاريخ الولاياتالمتحدة والاقتصاد العالمي؛ لرفع سقف الدين البالغ 14.294 الف مليار دولار لتجنب تعثر في الدفع بعد الثاني من اغسطس (الثلاثاء) الموعد الذي حددته وزارة الخزانة.واكد الرئيس الجمهوري لمجلس النواب جون باينر انه فعل ما بوسعه للتوصل الى اتفاق مع باراك اوباما حول رفع سقف الدين الاميركي، محملا الرئيس مسؤولية المأزق الذي وصلت اليه المفاوضات. على مستوى الاقتصاد المحلي؛ يقول الخبير الاقتصادي طارق الماضي: بغض النظر الى ماذا سوف تنتهي تفاعلات ماراثون مفاوضات تسوية أزمة الديون بين الإدارة الأمريكية الديمقراطية وحزب الأكثرية الجمهوري في الكونغرس يوم غد (الاثنين).. فإن الدولار سوف يضعف وكذلك العملات المربوطة به بالتالي؛ وفي المقابل فإن الذهب سوف يرتفع. (في عام 2008 كان سعر الذهب 800 دولار واليوم وصل سعر الذهب 1750 دولار) كما أن التضخم سوف يرتفع. في المقابل فإن الفائدة سوف تظل في ادنى مستوياتها والسيولة سوف تتجه اكثر فاكثر إلي الاصول؛ ومنها الاصول العقارية. ويرى الماضي أن أهم القنوات الاستثمارية التي تتمع بمزيد من الأمان للسيولة النقدية هي بالترتيب: الذهب، الودائع، أسواق المال، الأصول ومنه العقارات. وكان مجلس الشيوخ قد رفض خطة جمهورية ب59 صوتا مقابل 4. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني "اما وقد اصبحت هذه المناورة السياسية الجديدة خلفنا، وبينما الوقت آخذ في النفاد، فان قادة (الكونغرس) عليهم البدء فورا بالعمل معا بغية التوصل الى تسوية تجنب الوقوع في التخلف عن سداد الدين وترسي قاعدة خفص متوازن للعجز العام". وجددت الرئاسة الاميركية دعمها للخطة التي وضعها زعيم الاغلبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد. وقال كارني ان "هذا النص لا يسمح فحسب بخفض العجز بقدر اكبر من ذلك المقترح في مشروع القرار الذي اقره مجلس النواب (...) بل انه يقطع دابر الشك في خطر الوقوع في التخلف عن السداد". وتابع المتحدث ان "الرئيس يحض الديموقراطيين والجمهوريين في مجلس الشيوخ على ايجاد ارضية تفاهم على خطة تلقى دعما من كلا الحزبين في مجلس النواب ويمكن للرئيس المصادقة عليها بحلول الثلاثاء". وكان اوباما حذر في خطاب من ان الوقت يكاد ينفد، داعيا الاميركيين الى "مواصلة الضغط" على ممثليهم للتوصل الى حل سريع للازمة الحالية. وقد يضر التخلف عن سداد الديون بالعملة الاميركية، كما قد يؤدي الى "فيضان" من السيولة في الاقتصاد العالمي يرفع التضخم في الاقتصادات الناشئة مثل الصين، حسب ما افادت صحف بذلك، فقد دعا اوباما الى ان تكون تلك المدة حتى انتخابات نوفمبر 2012، فيما اكدت ذلك الجمهورية "الشعب" الناطقة باسم الحزب الشيوعي الحاكم.