قال أحد القراء إن هناك من يعد مكسباً للوظيفة وآخر يكون عبئاً عليها.. وأنا أتفق معه في ذلك. أما النوع الأول فهو الشخص الذي يثري الوظيفة بأفكار ورؤى جديدة وطموحات تنطلق من رغبة حقيقية في التغيير نحو الأفضل.. ولهذا تجده يستثمر قدرات العاملين معه إلى أقصى حد ممكن. النوع الأول يحفز العاملين معه عن طريق فرص المشاركة في اتخاذ القرارات.. النوع الثاني مركزي يصدر القرارات والتعليمات والأوامر وينتظر التنفيذ الآلي لها. النوع الأول يضيف إلى الوظيفة بتطوير أساليب أدائها، وتحسين مستواها، ودعمها بالتجهيزات والتقنيات وتحسين الاجراءات واستقطاب الكفاءات. النوع الثاني ينشغل بأعماله الخاصة بل إنه يستغل عمله الرسمي لمصلحة تلك الأعمال. النوع الأول إذا نجح نسب النجاح للجميع والنوع الثاني ينسب النجاح لنفسه. النوع الأول إذا فشل بحث عن الأسباب والحلول، والثاني يرمي بأسباب الفشل على الآخرين ويستخدم عبارة «ألم أقل لكم». النوع الأول يفتح قنوات الاتصال مع الجميع ليستثمرها لمصلحة العمل أما الثاني فيعمل بمعزل عن الجميع والاتصالات عنده لها مسار واحد فقط فهي تعليمات وتوجيهات وقرارات، فهو يرسل ولا يستقبل. النوع الأول يحول إدارته الصغيرة إلى جهاز فعال بصرف النظر عن الإمكانات البشرية والمادية المتوفرة.. والنوع الثاني يحول إدارته الصغيرة إلى جهاز بيروقراطي ضخم في حجمه ضعيف في أدائه وإنتاجيته كما يحول الشركة الضخمة التي يشرف عليها إلى جهاز صغير في فعاليته، وانتاجيته واسهاماته وفعال فقط في تحقيق الأهداف الخاصة. المقارنة بين النوعين لا نهاية لها فهي تتضمن الكثير من العناصر ومن أهمها عنصر تحقيق الأهداف فالإداري الناجح هو الذي يتمكن من تحقيق الأهداف بفعالية وفي نفس الوقت يحقق أهداف العاملين ومن أهمها الرضا الوظيفي بمكوناته المختلفة. ولكن من المهم الإشارة هنا إلى أن بعض المنتسبين لفئة «عبء على الوظيفة» ينظرون إلى موضوع الرضا الوظيفي من جانب واحد وهو جانب الحقوق، فالموظف من هذه الفئة يطالب بحقوقه ولكنه يقصر في أداء واجباته وأسوأ من ذلك أن يبرر التقصير بإسقاط أسبابه على الجهة التي يعمل فيها أو على زملاء العمل، أو على مشكلات لا وجود لها إلا في ذهنه. أمام حالة كهذه لابد من الرجوع إلى المعايير المهنية في التقييم، والابتعاد عن تحكيم العاطفة، وهذا ينسحب على المسؤولين في كافة المستويات الوظيفية فالقائد الإداري الذي يبرر فشله بلوم المجتمع هو قائد لم يتمكن من قيادة السفينة مستعداً للتقلبات والظروف المتغيرة، فتوقف أو عاد ادراجه أو غيّر الاتجاه، ثم ودع بكلمات يقول فيها إنه لم يتوقع أن تكون الأمواج عالية. [email protected]