بالرغم من الفترة الاستثمارية النسائية التي تشهدها بلادنا في ظل منح المرأة بعض حقوقها في حرية التصرف بمالها واستثماره بالمشاريع والتجارة العامة والخاصة التي تناسبها وأخص بالذكر مراكز التجميل التي كانت تختبئ مجبرة تحت مسميات لا علاقة لها بالنشاط الحقيقي مثل الخياطة أو الأشغال اليدوية وغيرها بينما هي أنشطة تجميل بكل ما يحمله هذا العالم من ألوان وأشكال وكانت الزبونة في ظل هذا التستر لا تجرؤ على الشكوى مما قد يمارس ضدها من سوء النتائج أو التعامل فكم من سيدة خرجت من عملية تجميلية بسيطة مثل صبغ الشعر أو فرده أو تجعيده مثلاً لترابط في عيادات أطباء الجلدية ليس لشهور بل لسنوات.. ولم تستطع أن تنبس بكلمة ضد ذلك المسمى «مشغل» بسبب علمها المسبق أن الأمر برمته يدخل في الممنوعات.. من لوحة المحل وحتى الأنامل المستخدمة..!! ولكن الوضع اليوم مختلف فمن المفترض أن يكون قد وصل وعي السيدات والمستثمرات إلى درجة مرضية من الشفافية والوضوح فباتت مراكز التجميل لا تخفي مهنتها الحقيقية وأصبح ما كان يمارس في الظلام يتم كاملاً وضح النهار وبالطبع هذا أفضل بكثير وأقرب إلى سلامة الوضع ومصلحة المجتمع. ولكن لا يزال التعتيم مستمراً على عملية الشروط والجزاءات فلا تعلم الزبونة أو العميلة مالها وما عليها فهي تدفع مسبقاً ولا يهم إرضاؤها لاحقاً بل ولا يحمل المركز على عاتقه أي ضمانات صحية ولا حتى تجارية فالزبونة خاسرة في كل الأحوال وفي حالة وقوع الضرر لا تجد من تلجأ له بالرغم من أن هذا النشاط التجاري يعمل تحت النور إلا أن نظامه لا يزال في قاع الظلام الأمر الذي يجعل الفرصة عظيمة أمام ضعيفات الضمير والذمم للعبث برؤوس السيدات بصلاحيات كاملة.. ليس هذا فقط وإنما عملية نهب الجيوب أيضاً تدل على سوق سوداء لا يحميها أي قانون ألستم معي أننا الدولة الوحيدة في العالم التي تدفع سيداتها ربع مرتبها «إذا اعتبرنا متوسط الراتب 3000 ريال» من أجل قصة شعر تكلفتها خارج المملكة وفي أغلى دول العالم بضعة ريالات..!! وكذلك الأمر على أبسط الأمور التجميلية التي تبدأ بما يسمى «بودي كير» وتنتهي بما لا نهاية له من عالم التجميل الذي هو فرصة للنهب وخاصة لدينا في المملكة. إحدى سيدات الأعمال وصاحبة مركز تجميل افتتح منذ أيام قليلة وفي موقع ناء من مدينة الرياض حين أعربت الزبونة عن استيائها من الأسعار الباهظة التي تطلبها صاحبة المركز أجابت الأخيرة قائلة «لو وضعنا أسعاراً أقل لما أقنعكم المركز..»!! فهل حقاً سيداتنا كذلك..؟ علينا أن نسأل أنفسنا إن كان ما يحصل من نهب في تلك المشاغل أو مراكز التجميل لنا علاقة به أم لا.. ثم علينا أن نحدد بل ونفرض نحن طريقة التعامل. على النساء أن يدركن كمية ما يقع عليهن من استغلال غير مسبوق لا يمكن أن يتم في غير مجتمعنا.. إنها المهنة الوحيدة التي تمارسها الجاليات العربية والأجنبية على رؤوسنا بلا شهادة ولا خبرة فقط القليل من «البرستيج» وستبلغ الأرصدة «المرحّلة» الآفاق..! [email protected]