مدخل: كان رجل طاعنا في السن .. وله ابن واحد .. وكانت الأم ترغب في تزويجه من إحدى قريباتها .. ولكن الابن له نظرة أخرى فقد وقعت عينه في يوم من الأيام على بنت من بنات الحي .. فتعلق قلبه بها .. وذهب إلى أهلها ليطلبها منهم ولكنهم طلبوا مهرها ناقة أبيه .. فرجع الولد إلى أبيه وقال : وقال إن كنت ترغب في تزويجي فأنا أريد ابنة فلان وقد طلبوا مني مهراً لها ناقتك .. وكانت هذه الناقة هي مصدر رزقهم حيث يجلبون عليها الماء والحطب ويرحلون عليها ويشربون حليبها فرفض الأب ولكن الولد أصر عليها. ففكر الأب في حيلة يصرف الولد عن هذه البنت وقال الأب: غداً سوف نذهب للصيد في الصحراء ومن ثم نفكر في الأمر وفي الصباح الباكر ذهبوا إلى الصمّان ووصلوا منتصف النهار وكان الحر شديدا.. والصحراء قاحلة ولا يوجد أي حياة في الصحراء أراحوا الناقة وأمر الأب ولده أن يذهب إلى الجهة الشمالية. وهو سيتجه إلى الجهة الجنوبية ومن رأى منهم صيداً ينادي الأخر ذهب الولد واختفى عن أنظار أبيه رجع الأب إلى الناقة وفك قيدها وأطلقها وهو يعرف أنها ستذهب إلى البيت وكانت محملة بالزاد والماء وصار الاثنان بدون أي مؤونة وأخذا يتخبطان في الصحراء ويبحثان عن من ينقذهم ولم يجدا أحداً وأثناء ذلك كان الوالد يردد هذا البيت : لا صرت بالصمان والقيظ حاديك ايا حسين الدل وايا المطية ليثبت أهمية الناقة ولا بديل لها وبعد أن اظلم عليهما الليل شاهدا نوراً من بعيد فذهبا إليه واستنجدا به فأكرمهما وقدم لهما الماء والزاد والراحة وفي صباح اليوم التالي جهز لهما ناقة ورحلا إلى ديارهما وما زال الوالد يردد البيت السابق وفي هذا الوقت (تنبه الابن لهذا) ورد عليه الولد بكل أدب بهذه الأبيات: الله كريم ولاومر بالتهاليك ولاومر بفراق صافي الثنية لا صرت بيام الرخاء عند أهاليك حبة حسين الدل تسوا المطية ولما سمع الوالد من الولد هذه الأبيات حنّ عليه وأعطاه طلبه وزوجه البنت. الصمان من أشهر الأمكنة التي ترتادها البادية حين يجود الغيث، فتصبح من أجود المراعي، حيث تتوفر فيه جميع أنواع حشائش الرعي. وهي منطقة واسعة تقع شرق الدهناء. يدعى الجانب الجنوبي الشرقي من الصمان " الصلب " والجانب الشمالي الغربي يدعى " الصمان ". وقد يقع الخلط بين الجانبين قديما وحديثا لتشابه طبيعة الأرض فيها، ولعدم وجود مميزات جغرافية بينهما. خريطة الصمان والصمان يقع في الجزء الشرقي من المملكة العربية السعودية وقد توسّع في اسم الصمان حتى صار يطلق على أغلب المنطقة الواقعة شرق الدهناء، بما فيها الصلب، كما جاء في كتاب "دليل الخليج" في وصفه: "بأنها منطقة تقع بين صحراء الدهناء في الغرب ومناطق الدبدبة والشق وتلال أبو ظهر وتلال الطف في الحسا في الشرق. وتمتد الصمان من خط الحفر في الشمال الى الطريق الواصل بين الرياض والهفوف في الجنوب". وقد ذكر الأزهري الصمان في كتابه "تهذيب اللغة" قال الأصمعي: الصمان أرض غليظة دون الجبل، قلت: وقد شتوت الصمان ورياضها شتوتين وهي أرض فيها غلظ وارπتفاع، قيعان واسعة، وخباري تنبت السدر عذية، ورياض معشبة، وإذا أخصبت الصمان ربعت العرب جمعاء .. ونكتفي بقول الأزهري هذا، فالمجال ذو سعة، وللعرب المتقدمين في الصمان من الألفة وطيب الذكر ما أرجوا به أخبارهم وازدانت به أشعارهم، مما يصعب استقصاؤه وتتبعه" وتشتهر هضبة الصمان بوجود المنخفضات ذات الأحجام المختلفة والأنواع المتعددة مثل القيعان والخباري والفياض وهي لسعتها وكثرة شجرها تنتشر بها الطيور المغردة خاصة في فصل الربيع، الذي يلبس الصمان حلة قشيبة من البساط الأخضر السار للنظر والمريح للنفس وتعتبر كما يقولون "عقال البعير" أي تعقله عن الحركة فلا يذهب بعيدا عن رعيه لوفرة العشب عنده. وكذلك تشتهر بدحولها التي كانت موارد للمياه حتى وقت قريب. الرياض والخباري وأورد الجاسر أسماء عدد من رياض الصمان : روضة أم السروج وروضة أم العصافير وروضة البالدية (البلدية) وروضة خفيسة وروضة السوبان وروضة العوسجيات وروضة القراين وروضة مبهلة. والسوبان وادي شمال شرق الصمان، يمتد من الجنوب الغربي من الأخارم، ومن العشري غرب اللصافة فيمر اللصافة متجها صوب الشمال الشرقي بطول ثلاثين كيلو متر حتى يفيض في مكان يدعى معرج السوبان او محير السوبان (لأن سيله يحار فيه أي يجتمع) في روضة خبيراء. الخبراء : تطلق في الأصل على الروضة التي يجتمع أو ينقع فيها ماء المطر فيمكث فترة من الزمن، والكلمة مأخوذة من الخبر وهو السدر والأراك ويقال الخبرة، وتجمع على خبر وخبرات وخبروات وخباري. وقال الشيخ عبد الله بن خميس في "بلاد اليمامة" وأشهر خباري الصمان تسع أشار إليها بعض الشعراء الشعبيين، وهي : أم قرين ، والخمة ، وام عقلاء ، والحصبيات ، والعوشزيات ، وصفية ، ومغطيات ، وهجريات ، وكحيليلية ، يقول الشاعر زيد بن غيام المطيري بالصمان : انا هاضني برقٍ تحدر الصمان على ضليع مارق راكداتٍ مخاييله الى ان قال : تملت خباري الصلب وين انت يالعطشان ثمان الخباري تاسعتهن اكحيليله خبراء أم قرين من أشهر وأكبر خباري الصمان. . خبراء الخمة يتقاطع بها درب الهدباء والمبيحيص خباري الحصبيات مجموعة من الخباري يبلغ عددها سبعا. خباري العوشزيات ، خبراء صفية ،خباري مغطيات ،مجموعة من الخباري يمر بها درب مغطي، من أكبرها المغطية العّودة. خباري هجريات ، خبراء كحيليلية ، خبراء أم المصران ، خبراء أم سالم ، روضة المزهرة ، روضة حسنا السبق ، خبراء البخر ، روضة الزلعاء ، روضة أم السروج ، روضة أم العصافير ، روضة خفيسة ، رياض العوسجيات ، روضة القراين ، روضة مبهلة ،وترتبط اسماء مناطق الصمان بالظواهر التضاريسية الطبيعية المختلفة من مرتفعات ومنخفضات أو أشكال الارض العديدة المتنوعة حيث جرت العادة في كثير من الأحيان على أن يسمى المكان باسم الظاهرة التضاريسية التي تغلب على طبيعته. مصطلحات التضاريس : أبرق : هو الجبل الذي يجلله الرمل. وممن يحمل هذا الاسم دحل أبرقية . جو : الجو ما اتسع من الارض واطمأن وبرز أو الوطئ السهل في الارض مما لان ورق. راجع فصل رياض وخباري. الحزم : ما غلظ من الارض واحتزم من السيل وأشرف حتى صار له اقبال لا تعلوه الابل والناس إلا بالجهد وهو ليس بمستطيل مثل الجبل. الخبرة : منخفضات لا يزيد عمقها عما يجاورها عن بضعة أمتار ويستريض فيها الماء وتنبت النباتات خاصة السدر. راجع فصل رياض وخباري. الدحل : حفرة ذات فتحة ضيقة يتسع أسفلها أو نقب ضيق فمه ثم يتسع أسفله حتى يمشى فيه، ويتخذ شكل الكهف. راجع فصل الدحول. الروضة : وهو المكان يجتمع اليه الماء فيكثر نبته وقيل الروضة عشب وماء ولا تكون روضة إلا بهما معا وسميت روضة لاستراضة المياه فيها.. الشعب : وهو ما انفرج بين جبلين أو مسيل الماء في بطن من الارض. وممن يحمل هذا الاسم شعيب جادو. الفيضة : هي أراضٍ تغمرها مياه السيول. راجع فصل رياض وخباري. القرن : الجبيل المنفرد او الجبل الصغير المنفرد او قطعة تنفرد من الجبل. وممن يحمل هذا الإسم خبراء أم قرين. المرو : الصخرة الكبيرة البيضاء. وممن يحمل هذا الاسم دحل أبو مروة. المراجع: المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية المنطقة الشرقية (البحرين قديما) - حمد الجاسر الصمان - سعد الشبانات . دليل المواقع الجغرافية بالمملكة العربية السعودية - إعداد الجمعية الجغرافية السعودية . منتدى مكشات (صور ومعلومات) . كتاب روائع الإحداثيات لمحمد بن علي الشلاش.