دفعت حالة الاستنفار في القرن الافريقي منظمة الاممالمتحدة للتغذية والزراعة (فاو) الى الدعوة لعقد اجتماع عاجل الاثنين في روما لمساعدة حوالي 12 مليون شخص يعانون من الجفاف ولتفادي مجاعة قاتلة. واعلنت الاممالمتحدة ان عشرات الاف الاشخاص قضوا خلال الاسابيع الاخيرة بسب الجفاف الذي يجتاح منطقة تشمل الصومال واثيوبيا وكينيا وجيبوتي والسودان واوغندا. ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى جمع 1,6 مليار دولار للصومال وحدها "حيث يموت الصغار والكبار يوميا بوتيرة مروعة". وحذر من ان "اي تاخير قد يؤدي الى مزيد من الموتى" بينما لم تحصل وكالات الاممالمتحدة سوى على نصف الاموال الضرورية لبرامج المساعدة. ويعاني من الازمة 3,7 ملايين شخص، اي نحو نصف سكان الصومال التي اعلنت الاممالمتحدة منطقتين من جنوبها في وضع مجاعة وتحدثت عن "أخطر ازمة غذائية في افريقيا" منذ عشرين سنة. وتبحث وكالات الاممالمتحدة المتخصصة ايضا عن وسيلة لتسليم المساعدة الغذائية الى منطقتين تسيطر عليهما حركة شباب المجاهدين الصومالية التي تحظر دخول المنظمات الانسانية. وبعد الترحيب بقرار برنامج التغذية العالمي استئناف المساعدة الغذائية تراجعت حركة الشباب واعترضت ارسال المساعدة. وصرح مديرة العمليات الطارئة في البرنامج كريستينا امارال لفرانس برس "حصلت مفاوضات مع حركة الشباب قام بها الفاعلون في الصومال والمنطقة، وقد قدم (الشباب) وعودا لكن ذلك ليس كافيا". واعلنت جوزيت شيران مديرة برنامج الاغذية العالمي الخميس من مقديشو ان منظمتها ستقيم "خلال الايام القادمة جسرا جويا" لتقديم مساعدة غذائية خاصة لاطفال العاصمة الصومالية مقديشو "الذين هم في حاجة ماسة اليها". ولمواجهة الازمة الاقليمية طلبت فاو وحدها 120 مليون دولار اضافية للقرن الافريقي منها سبعين مليونا للصومال وخمسين مليونا لاثيوبيا وكينيا وجيبوتي واوغندا. وقد وعدت كيتالينا جورجييفا المفوضة الاوروبية للمساعدة الانسانية السبت بمنح 27,8 مليون يورو (اربعين مليون دولار) اضافية خلال زيارة الى اكبر مخيم لائجين في العالم (نحو 400 الف) في دباب شرق كينيا عند الحدود مع الصومال، وقد سبق وقدم الاتحاد الاوروبي سبعين مليون يورو. وفضلا عن الجفاف والحرب الاهلية التي دفعت بمئات الاف الصوماليين الى النزوح من ديارهم، تفاقمت الازمة بسبب ارتفاع اسعار الوقود والمواد الغذائية. ويرى خبراء الفاو ان الذرة الصفراء والبيضاء بيعت الشهر الماضي في مقديشو باسعار قياسية اي 660 و670 دولارا اي بزيادة نسبتها 106 و180 بالمئة. ويفترض ان تكون هذه القضية في صلب اجتماع الاثنين الذي سيعقد بناء على طلب من فرنسا التي تراس مجموعة العشرين. واوضحت امارال "انه اجتماع عاجل سببه تفاقم المجاعة وهدفه الاساسي لفت نظر قادة الكرة الارضية. انه نداء الى المسؤولين السياسيين ليدرسوا اسباب مشكلة غياب الامن الغذائي من جذورها". وسيدرس المشاركون حلولا على المدى البعيد مثل مساعدة الفلاحين ومربي الماشية واستعمال نباتات اكثر مقاومة للجفاف. وسيشارك وزير الزراعة الفرنسي برونو لومير في الاجتماع الى جانب المدير العام للفاو جاك ضيوف وجوزيت شيران ومسؤولة منظمة اوكسفام البريطانية الانسانية ووزراء من جيبوتي وجنوب السودان واوغندا.