جاء تعيين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز نائبا لوزير الخارجية ، حدثاً ثقافياً قبل ان يكون سياسياً فالأمير عبدالعزيز – كما عرف عنه – يحمل هماً ثقافياً وإنسانياً عميقاً ولعل المتتبع لأحاديثه ودعواته التي كان يطلقها في مناسبات دولية تعكس عمق هذا الهم واستوطانه لتفكيره ومناشطه المختلفة. ففي تصريح سابق بمناسبة حفل تسليم جائزة خادم الحرمين للترجمة في مقر منظمة اليونسكو في باريس ، أوضح باعتباره عضو مجلس إدارة مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، رئيس مجلس أمناء جائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة ، أن النجاح الكبير الذي تحقق للجائزة منذ انطلاق دورتها الأولى يكشف عن حاجة حقيقية لتفعيل آليات التواصل المعرفي بين الدول والشعوب، ورغبة المجتمع الدولي لتعزيز جهود التقارب بين الثقافات، وإغلاق الباب أمام دعاوى الصراع والصدام بين الثقافات وأتباع الأديان، والتي طالما كانت سببًا في التطرف والإرهاب ورفض الآخر. ورأى في كلمته آنذاك أن تأييد المجتمع الدولي لمبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين الثقافات وأتباع الأديان، يتجدد ويتواصل في احتفال ممثلي الدول الأعضاء باليونسكو بجائزته العالمية للترجمة. واعتبر ان الجائزة انطلقت من رؤية خادم الحرمين لتكون آلية للتعاون، وتعظيم الاستفادة من النتاج العلمي والفكري بين الثقافة العربية الإسلامية والثقافات الأخرى، والالتقاء حول القواسم المشتركة بما يخدم السلام والأمن الدوليين، ويرسي قواعد التعايش السلمي بين أعضاء الأسرة الإنسانية، من خلال تشجيع جهود الترجمة، لتجاوز حاجز اللغة، والذي يمثل عائقًا أمام التواصل المنشود بين البشر. ويعتبر المراقبون ان تسلم عبدالعزيز بن عبدالله للمنصب ، استحقاق ثقافي جميل يعكس حنكته فضلاً عن كونه امتداداً للنجاحات التي حققها الأمير الشاب في العديد من المهام المختلفة في إدارة بعض الملفات الحساسة في السياسة الخارجية مثل ملف لبنان، وسورية ، وسبق أن عمل في الحرس الوطني 15 عاما ، قبل صدور قرار ملكي بتعيينه مستشارا في ديوان الملك عبدالله (حين كان وليا للعهد) عام 1991 ، وظل مستشاراً لخادم الحرمين الشريفين حتى قرار تعيينه اول أمس نائبا لوزير الخارجية ، ورئيسا لمجلس أمناء صندوق المئوية. وهو من مواليد مدينة الرياض 1963 وانهى تعليمه داخلها ، ويتمتع بسعة أفق وثقافة وإلمامه بعلوم السياسة والاقتصاد وإجادته الإنجليزية والفرنسية ويحمل البكالوريوس في العلوم السياسية والاقتصادية. كما يتضح اثره ودوره بالاطلاع والشغف المعرفي الأمر الذي ادى إلى التنوع الثقافي لديه والإنفتاح العقلي ومعرفة المكتسبات الثقافية والفكرية والحضارية . بقي ان نشير الى ان نائب وزير الخارجية هو الابن الرابع لخادم الحرمين الشريفين وكان عضوا بمجلس إدارة مكتبة الملك عبدالعزيز العامة وأسهم في تطويرها، ورئاسة مجلس أمناء جائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة.