في الدول الأوروبية كافة ومن مشاهدة ومتابعة ، لم اجد منزلا او مباني سكنية او تجارية أو حكومية تقوم بوضع في كل وحدة سكنية اوعامة ايا كانت ما يسمى " بخزان صرف صحي " هذا لا يحدث في هذه الدول فالخدمات متكاملة ، ولاتجد أيضا ما يسمى بخزان مياه علوي وسفلي للخزن المائي ، ولاتجد أيضا خزانا خاصا لغاز الطبخ أو حتى إسطوانات إلا بأضيق الحدود، فمياه الشرب والصرف الصحي والغاز كلها تصل للمنازل من دون أي تصميمات خاصة للوحدات السكنية أو العامة ، فلا تجد مثلا في أوروبا المتقدمة جدا او المتوسطة أو الأقل أي قصور في تقديم هذه الخدمات الثلاث، فهي أسس ثابتة ومستحقة لكل مواطن أو وحدة سكنية عامة ، فلا تسمع بانقطاع المياه أو صرف صحي خرج للشارع والاثر البيئي وغيره أو غاز لم يصل ، فالخدمات تقدم وفق رسوم اعتيادية عادية تتناسب مع أسعار كل دولة . ولن أتوسع بقضايا التأمين والعلاج والتعليم وما يحدث بدول أقل منا كثيرا ماديا وسكانيا . الآن أقرأ عن بروز " متجدد " لا أقول جديد لأنها اصبحت سمة متكررة لا يمر صيف من دونها وهي انقطاع المياه ، الآن هذا يحدث بالطائف ذات الامطار والأجواء الجميلة والمنتج السياحي بالمملكة ، المياه تنقطع الآن فبرز المستفيدون من الازمات ، ارتفع سعر صهريج الماء وقد لا تحصل عليه مقابل ما تدفع بل ستحتاج واسطة تختصر الوقت ، وهذه مدينة سياحية تفتقد في جزء منها المياه، فأي سياحة يمكن تدعم هنا قطاع السياحة الذي يعاني من ابسط الأساسيات لأي انسان، صديق بالامس يقول " أبشرب صب الماء " اصبح هناك استبشار بأن الماء وصل للمنزل،لأنها اصبحت بالايام والاسابيع وتصل لي رسائل هنا وشكاوى لا تنتهي في هذا الجانب ، حين نصل لهذا المستوى من التدني بالخدمات " الأساسية " لأننا نبني منازل بتكلفة عالية والدول تبني أيضا بتكلفة عالية وكل بناء بتكلفة عالية لأن بناء خزانات علوية وسفلية للمياه للشرب والاستخدام ومعها خزانات صرف صحي هذه تكاليف كبيرة لا تنتهي، وكان من باب أولى توفيرها على المواطن والدولة ولنا تقدير كم يكلف ذلك ونفس الشيء ينطبق على الغاز وتوصيله للمنازل . السيئ هنا ان نصل لسوق سوداء لكي أحصل على " حقي وحقوقي " من المياه كمواطن فهي لا تأتي إلا بشق الأنفس والتعب وقد لا أكون قادراً ماديا فماذا أفعل ؟ نحتاج حلولاً جذرية من الجذور لأنها هذه المشاكل الأساسية التي ما كان يجب ان توجد اساسا، فلماذا تشيد وترخص مباني وبناء بخدمات غير موجودة ، والمال والحمدلله متوفر والملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله لم يبخل بالانفاق ويحث الوزراء بتكرار " لاعذر لكم " ونحن لا نعذر الوزراء وكل مسؤول بهذا التقصير الذي لا تفهم سبب تدنيه مع وفرة المال وكل شيء ؟ نريد نهاية للأسواق السوداء من مياه وشعير وحديد وووو...