يتغير شكل المدن في المملكة بشكل سريع جراء التحولات السريعة في ظل الطفرة الهائلة التي تشهدها البلاد، فما يمر شهر حتى ترى مبنى جديداً وقد بدأ يتصاعد بنيانه في أيام معدودات، تحدق في المبنى فترى رجالاً يعتلون السقالات بملابسهم الرثة وقد عصبوا رؤوسهم ببقايا أشمغة حمراء أو قطع قماش بالية. كلما تعاظم ارتفاع المبنى كان الرجال في أعلاه أكثر جرأة وهم يجولون على السقالات وحواف الجدران مجردين من الخوذات وأدوات السلامة، وفي العمارات الشاهقة والأبراج التجارية التي تتسابق نحو السماء في أطراف المدينة، نجد رجالا شبه معلقين دون الأخذ بوسائل سلامة كافية فلو زلت قدم أحدهم سيفارق الحياة. ويوحي التقرير الأخير للمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية عن إصابات العمل أن حياة كثيرين من عمال البناء على وجه التحديد تبدو على المحك، حيث اشار الى أن حالات إصابات العمل في المملكة بلغت 86,211 حالة عام 1430، معظمها في نشاطات التشييد والبناء والتجارة والصناعات التحويلية التي مثلت 87,7% من إجمالي الإصابات. وينفرد قطاع التشييد والبناء بنسبته 50% من مجمل الإصابات. وذكر التقرير أن إصابات للمشتركين السعوديين بلغت 5,579 حالة بنسبة 6,5% من إجمالي الإصابات، فيما بلغت اصابات غير السعوديين 80,632 بنسبة 93,5%، فيما وقعت 46,8% من الإصابات في الأطراف غير المحددة، و 57,1% في الأطراف العلوية. وسجلت الرياض النسبة الأعلى بواقع 12.1% تليها المنطقة الشرقية بنسبة 9.9% ثم منطقة مكةالمكرمة بنسبة 6.2%. عمال على ارتفاع شاهق