قرأت ما سطرته جريدتكم الغراء بواسطة الكاتب سليمان اللزام وحواره مع أم شموع في يوم السبت الموافق 6/4/1426ه وكان عنوان المقال (شروط تعجيزية تمنع التحاق الأطفال التوحديين بمراكز الرعاية.. والبديل في الخارج. والدة طفلة «توحدية» تتساءل.. لماذا نحرم هذه الفئة من التعليم في وطنهم؟) انتهى. وبعد حمد الله والثناء عليه ثم على ولاة أمرنا أطال الله في أعمارهم ووفقهم لما يحبه ويرضى. أقول بأنني تضايقت وتألمت كثيراً لما وجدته من كلمات مؤثرة وعاطفة جياشة في سطور والدة الطفلة التوحيدية (شموع). ورغبت أن أخفف عليها آلامها وأن أشاركها بعض همومها وأجيب على بعض تساؤلاتها وأطرح عليها بعض المقترحات التي أرجو أن تجد القبول من الجميع. ذكرت الأخت الفاضلة أن دار التربية الفكرية ببريدة تضع حواجز أمام قبول التوحديين، ولكنني أرغب من الأخت العزيزة أن تتأكد من صحة الخبر لأنني بحكم عملي بجامعة القصيم في قسم الاجتماع أعرف من خلال تدريب الطلاب بدار التربية الفكرية ببريدة أنها تقدم خدمات جليلة للمعاقين فكرياً ومن ضمنهم من يعاني من إعاقة التوحد. ثم إن قولها إنها تقترح أن تبقى الأم أو الخادمة في دار التربية الفكرية لكي تقوم بنظافة الطفل إذا احتاج الأمر، أقول للأخت المربية أنني استغرب مثل هذا الشرط فكيف لامرأة أن تبقى مع الرجال لأن جميع طاقم دور التربية الفكرية هم من الرجال، مما يدل على أنها تحتاج إلى أن تتعرف أكثر على دار التربية الفكرية قبل الإدلاء بأي معلومات غير صحيحة. ثم انني يا أخيتي لم أواجه ذلك في دار التربية الفكرية بمحافظة عنيزة فقد كانوا صدراً رحباً، وعرضوا علي أن يبقى ابني التوحدي عندهم، وفي حالة قضاء الحاجة - أكرمكم الله - ذكروا لي أنه سيقوم بتنظيفه أحد عمال النظافة، لكنني حقيقة لم أتشجع على ذلك. ثم عندما ذكرت الأخت أن مراكز الرعاية النهارية للمعاقين ترفض قبول التوحديين أقول أيضاً أن هذا غير صحيح، فابني يدرس الآن في مركز الرعاية النهارية للمعاقين بعنيزة وبالمجان بالفترة الصباحية ويستفيد جداً من هذا المركز الذي بدأت الدراسة والتأهيل فيه لأول مرة في مطلع هذا العام الهجري الجديد على أيدي مدربات سعوديات. وأما عن قولها إنه لا توجد في القصيم مراكز تخدم التوحديين فأقول لها لعلك لا تستعجلين فيوجد في عنيزة مركز التميمي للتربية الخاصة والتأهيل، وابني يدرس عندهم في الفترة المسائية وهم مع أنهم يقررون رسوماً رمزية إلا أن لديهم من الكفاءات العظيمة ما تعادل ما يوجد في كثير من الدول العربية بل وبعض الأوروبية، وعنيزة كما هو معلوم أقرب إلى بريدة من الأردن بحوالي ألف وخمسمائة كيلومتر. وأسأل الله تعالى أن يعافي كل مبتلى ومريض وأن يطهر قلوبنا ونفوسنا من كل بلاء إنه ولي ذلك والقادر عليه.