سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السفير الهندي ل«الرياض »: الأمير سعود الفيصل قال لن تنظر المملكة إلى الهند من خلال عيون الآخرين قال إن رجال الأعمال السعوديين لا يرون الهند إلا كمزود للأيدي العاملة
وصف سفير الهند لدى المملكة تلميذ أحمد علاقة بلاده بمنظمة المؤتمر الإسلامي بالصعبة .. مستحضراً قمة الرباط التي أجبروا فيها على مغادرة القمة. وأضاف في السنوات القليلة الماضية اقتنعت بعض الدول الأعضاء بأن منظمة المؤتمر الإسلامي في حاجة إلى الهند والشراكة معها لكن الهند تتخذ موقفاً متحفظاً في التقارب مع منظمة المؤتمر ولم تتخذ جهوداً محسوسة لإقامة علاقات معها حتى اليوم. وأضاف: الهند لا تسعى لأن تحصل على عضوية منظمة المؤتمر الكاملة أو على وضع المراقب فنحن دولة علمانية وأرى أن المنظمة الأهم من "التعاون الإسلامي" هي منظمة عدم الانحياز . وحول ما إذا كانت علاقة المملكة تتأثر بعلاقة الهند بباكستان المتوترة قال السفير تلميذ أحمد : لخص وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل موقف المملكة وعلاقتها مع الهند في حديثه لنظيره الهندي قبل عشر سنوات في عام 2001 عندما قال له بأن المملكة لن تنظر إلى الهند من خلال عيون الآخرين. وأضاف هذه سياسة المملكة تجاه الهند في العشر سنوات الماضية ومازالت المملكة تحافظ على علاقاتها المتينة مع كل من الهند وباكستان. وتحدث السفير عن التنسيق الأمني والاستخباري بين بلاده والمملكة مؤكداً أنه يأخذ طابع الجدية والمنهجية لإدارك البلدين بالأذى والضرر المتوقع في حال لم يتم ذلك. واعتبر السفير الهندي التحدي الاقتصادي بين المملكة والهند هو الأكبر ، مؤكداً بأن على شركات الهند ان تعي اهمية السوق السعودي .. منتقداً في الوقت ذاته نظرة رجال الاعمال السعوديين إلى الهند على انها مزود للأيادي العاملة. وإلى نص الحوار: * هناك عدد من المجالات التي يزخر بها التعاون بين المملكة والهند ، ماهي أهمها؟ - كل من المملكة والهند التزمتا بإقامة وتطوير شراكة استراتيجية. جاء ذلك في إعلان نيودلهي يناير 2006 وإعلان الرياض فبراير 2010 وهذه الشراكة الاستراتيجية تقوم على التعاون في مجالات الأمن والدفاع والاقتصاد والسياسة. وكل هذه المجالات مهمة بالنسبة لنا، بالنسبة للمجال السياسي العلاقات الثنائية بين بلدينا طيبة للغاية وهناك اتفاق في الرأي وفهم مشترك للقضايا الخاصة بمنطقتنا غير ان التحدي الأكبر الماثل أمامنا هو توسعة الصلات الاقتصادية بين بلدينا ولدينا علاقات طيبة في مجال الطاقة وعلاقات تجارية طيبة إلى حد ما ولكننا بحاجة إلى توسعة العلاقات في مجال المشاريع المشتركة والاستثمارات وتكاد لاتكون هناك استثمارات سعودية في الهند، كما ان الاستثمارات والمشاريع المشتركة الهندية في المملكة من الحجم المتوسط والصغير ولا يوجد مشروع هندي كبير في المملكة. التوسع الاقتصادي أكبر التحديات وعلى الشركات الهندية معرفة أهمية السوق السعودي وكما أسلفت فإن التحدي الرئيسي القائم هو توسعة العلاقات بيننا في مجال المشاريع المشتركة والاستثمارات. * ماهي المجالات الاقتصادية التي تريد الهند العمل فيها في المملكة ؟ - المملكة أعلنت عن طرح مشاريع كبيرة وكثيرة في مجالات تطوير البنية التحتية والطاقة والصناعة وكذلك في قطاع الخدمات، وللهند قدرات وخبرات في كل هذه المجالات والقطاعات وتحدوها الرغبة في المشاركة في برامج التنمية التي أعلنتها حكومة خادم الحرمين وعلى وجه التحديد المشاركة في مشاريع الخدمات والتي تشمل تقنية المعلومات والتعليم والتعليم العالي وخلافها وأيضاً في قطاع الصناعة والمشاركة في المشاريع الصناعية الكبرى هنا ذات الصلة بالطاقة، وبالنسبة للهند هنالك مشاريع لتطوير البنية التحتية وخصصنا مبالغ كبيرة لهذه المشاريع ولدينا رغبة أكيدة واهتمام بمشاركة المملكة في بعض مشاريعنا هذه ودخولها كشريك في مشاريع مشتركة. * هل تقوم الهند بمقارنات بينها وبين تواجد شركات اجنبية من الصين وفرنسا واميركا ودول اخرى في السوق السعودية؟ - لقد درست الموضوع ومازلت أواصل دراستي له. نرغب ونأمل في أن نرى الشركات الهندية وهي تنشط في دول الخليج الأخرى خاصة في سلطنة عُمان ودولة الامارات العربية والكويت وقطر والبحرين، من ناحية تاريخية لم يسبق لقطاع الشركات الهندية ان تولى تنفيذ مشاريع المملكة ... صراحة القول المملكة من أصعب المناطق التي يمكن ان تقيم فيها عملا تجاريا مقارنة بالدول الأخرى فهناك صعوبة الحصول على تأشيرات دخول لرجال الأعمال الذين يجدون كل ترحيب من الدول الأخرى ولا يبذلون جهداً مضاعفاً للحصول على تأشيرات الدخول، وحتى ان رجال الأعمال السعوديين نظرتهم للهند قاصرة منهم لا يرون فيها سوى مزود لليد العاملة ولا ينظرون إليها كشريك. كلا الجانبين يتجاهل بعضهما البعض، هنالك وضع غريب بعض الشيء هنا حيث يوجد أكثر من مليوني عامل هندي في المملكة وأكثر من 20 بالمائة منهم من المهنيين ولكن لا توجد شركات هندية عاملة هنا ولكن الآن بدأت بعض كبريات الشركات الهندية في القدوم إلى المملكة خاصة الشركات الكبرى في مجال تقنية المعلومات حيث أصبح لها تمثيل في المملكة وتحاول كسب مشاريع هنا ببطء. * من يضع الحواجز لكي تتوسع اعمال الشركات الهندية في المملكة؟ - اليوم لا يوجد حاجز باستثناء حاجز المعلومة، نحن بحاجة إلى أن نعرف بعضنا البعض بصورة أفضل على قطاع الشركات الهندي أن يعي أهمية السوق السعودي وأنه أفضل مكان لممارسة الأعمال وفي المقابل على السعوديين ان يعّوا أن الهند مكان جيد لاستثمار أموالهم، وبصفة عامة فان المستثمرين السعوديين ذوو طبيعة محافظة وهم يفضلون وضع أموالهم في الاوعية المالية الغربية أو في الاستثمار محلياً أي داخل المملكة، ولكن هنالك شيء جديد يحدث فقد بات المستثمرون السعوديون يبحثون عن الفرص الاستثمارية هنا وفي الهند ويسعون خلفها، ومن جانبي أحاول ردم الهوة في المعلومات بين الجانبين. * لو انتقلنا لجانب آخر وهو التعاون الأمني والاستخباراتي بين البلدين كيف تقيمه؟ - التعاوني الأمني بين المملكة والهند أخذ طابع الجدية من العام الماضي، قبل ذلك كان هنالك تبادل للمعلومات ولكنه لم يكن بطريقة منهجية أو منظمة، لماذا اتخذ التعاون الأمني طابع الجدية الآن؟ اعتقد ان كلا من المملكة والهند أدركا أنهما أهداف محتملة للإرهاب والتطرف النابع من المنطقة ذاتها وعلى وجه التحديد من باكستانوأفغانستان وهذا أمر موضوع اهتمام مشترك لكلينا وكلانا معرض للأذى والضرر من هذه الجماعات ولهذا نحن بحاجة إلى التعاون الوثيق بيننا، وهذا التعاون يبدأ وينبع من اهتمامنا وقلقنا المشترك من الوضع في منطقتنا ونحن بحاجة إلى تبادل المعلومات الخاصة بحركة الناس وحركة السلاح والمخدرات، إذا لم نتبادل المعلومات فسوف نصاب بالأذى والضرر، فتبادل المعلومات سوف يحمينا من النشاطات الإرهابية هذا هو المطلوب. وكما تعلمون فإن تبادل المعلومات يتطلب قدراً عالياً من الثقة، وبالنظر إلى الخطوات المتخذة في هذا المجال تجدني متفائلا بمستقبل التعاون بين بلدينا لمكافحة الإرهاب ولقد تم التوقيع على اتفاقية للتعاون الأمني بين بلدينا وظللنا على اتصال ببعضنا والتقدم المحرز في هذا المجال مقنع للغاية. علاقتنا بمنظمة التعاون الإسلامي صعبة .. ولا نسعى لمكان فيها لأننا دولة علمانية * هل أثرت علاقة الهند المتوترة بباكستان على علاقة نيودلهي بالعالم العربي والاسلامي؟ - لقد لخص وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل موقف بلاده وعلاقتها مع الهند في حديثه لنظيره الهندي قبل عشر سنوات في عام 2001 عندما ذكر له بأن المملكة لن تنظر إلى الهند من خلال عيون الآخرين. هذه سياسة المملكة تجاه الهند في العشر سنوات الماضية ومازالت المملكة تحافظ على علاقاتها المتينة مع كل من الهند وباكستان. من ناحيتنا نحن نحترم هذا الموقف من المملكة تجاه الهند وباكستان. وكما تعلمون فإن الهند في حوار مستمر مع باكستان. وهذا الحوار يشمل كافة القضايا والمسائل بما فيها النزاع في جامو وكشمير وغيرها من النزاعات الأخرى وكذلك القضايا الايجابية والتي تشمل حركة الناس والبضائع بين البلدين. كل هذه القضايا موضع حوار مستمر بين الهند وباكستان. لا اعتقد بأن الخلافات بين الهند وباكستان عامل رئيسي في المنطقة اليوم. وفي الجانب الايجابي الآخر أظهرت الهند نجاحاً في مجال الاقتصاد وأصبحت الهند مركزاً للعلوم والثقافة وكل هذا يجد ترحيباً وقبولاً في العالم العربي. كما أن هنالك اهتماما مشتركا بين الهند والعالم العربي يتمثل في رفضها للتطرف والتشدد وكما تعلمون فإن غالبية المنظمات المتطرفة وجدت ملاذاً آمناً في باكستان وأحدث مثال على ذلك مقتل أسامة بن لادن في باكستان. ليست الهند الوحيدة التي تتحدث عن التطرف في باكستان حيث ان الدول العربية هي الأخرى تبدي قلقها ومخاوفها العميقة من ازدياد نشاط المنظمات المتطرفة والمتطرفين في باكستان والدور الذي تلعبه باكستان في أفغانستان، ولم تؤجج الهند هذه القضية بل العالم العربي والإسلامي نفسه يشهد على ذلك. وفي الحقيقة فإن الحكومة الباكستانية صرحت بأنها هي الأخرى ضحية للإرهاب وانها تكافح الإرهاب والعنف. ونحن نرحب بذلك ونأمل بأن تبذل الحكومة الباكستانية كافة جهودها ومساعيها لكبح جماح الإرهاب والقضاء على الإرهابيين وأن تكون أكثر فعالية وجدية في معالجة قضية التطرف في باكستان. * مؤخراً وفي الاجتماع الوزاري لدول منظمة التعاون الاسلامي " المؤتمر الاسلامي" اقرت ضوابط جديدة للحصول على صفة مراقب في المنظمة ، هل الهند متحمسة للانضمام؟ - للهند علاقة صعبة للغاية مع منظمة المؤتمر الإسلامي. وكما تعلمون دعينا لحضور قمة المنظمة في الرباط ولكن بسبب الخلاف مع باكستان أجبرنا على مغادرة الرباط. هذه الحادثة ألقت بظلالها على نظرة الهند إلى منظمة المؤتمر، الشيء الثاني، درجت منظمة المؤتمر الإسلامي منذ عام 1990 وبإيعاز من باكستان على اصدار قرارات تنتقد الهند ونحن على ايمان تام وقناعة كاملة بأن هذه القرارات غير عادلة تماماً ولا نستطيع فهم لماذا تسمح منظمة تضم أعضاء كثيرين على صلات ودية مع الهند اصدار قرارات مثل هذه من جانب واحد ضد الهند ولكن في السنوات القليلة الماضية اقتنعت بعض الدول الأعضاء بأن منظمة المؤتمر الإسلامي في حاجة إلى الهند وإلى الوجود الهندي لأننا نملك مجتمعا هنديا مسلما كبيرا ونحن مركز اقتصادي هام وكذلك مركزا علميا هاما ونحن قوة استقرار في المنطقة ونحن نقوم بمحاربة الإرهاب والتطرف والعنف ولهذه الأسباب مجتمعة أصبحت منظمة المؤتمر مهتمة بالشراكة مع الهند. والهند تتخذ موقفاً متحفظاً في التقارب مع منظمة المؤتمر ولم تتخذ جهوداً محسوسة لاقامة علاقات مع الأخيرة حتى اليوم. * هل لديكم اي رؤية استراتيجية تجاه المنظمة؟ - نحن لا نتعامل مع منظمة المؤتمر الإسلامي بجدية وعندما يتعلق الأمر بالهند نعتقد بأن المنظمة خاضعة لوجهة النظر الباكستانية وسمحت لباكستان باصدار قرارات جانبتها العدالة والاتزان. وقد استمر هذا الوضع لأكثر من 21 عاماً بدون أي محاولة لوقف ذلك ضد الهند. وكما تعلمون فإن النشاط الجهادي ضد الهند يتم التخطيط له وهندسته من داخل باكستان ولكن برغم ذلك توجه الانتقادات للهند من داخل المنظمة. وعليه لا تنظر الهند بجدية إلى منظمة المؤتمر الإسلامي ولا تسعى لاقامة علاقات معها. وإذا ما أرادت المنظمة - حسب رأيي - ان تقيم علاقات مع الهند ان تعيد النظر في سياساتها تجاه الهند. * لكن منظمة المؤتمر الاسلامي من اكبر المنظمات بعد الأمم المتحدة؟ - حجم المنظمة ليس مهماً ولكن المهم شخصية وقيمة المنظمة ومساهماتها وهي المهمة وكما تعلمون الهند دولة علمانية. واعتقد أن المنظمة الأهم والأكبر من منظمة المؤتمر هي منظمة عدم الانحياز والهند عضو نشط في هذه المنظمة الأخيرة. والهند مرحب بها في مجموعة الكومنولث وهي عضو في كثير من المنظمات الاقليمية وهي عضو في مجموعة العشرين. ولا أرى أي مساهمة مفيدة لمنظمة المؤتمر الإسلامي بالنسبة للمسلمين أو الدول الإسلامية أو لمصالح المسلمين في أي جزء من العالم. * هل تسعون لعضوية كاملة (ميثاق المنظمة يشترط ان تكون غالبية السكان من المسلمين) وليس لمقعد مراقب إذن ؟ - هذا غير صحيح. الهند لا تسعى لأن تحصل على عضوية منظمة المؤتمر الكاملة أو على وضع المراقب في المنظمة كل النقاش حول مشاركة الهند يتم في اروقة منظمة المؤتمر الإسلامي وليس في الهند. اعتقد بأنه على منظمة المؤتمر الإسلامي أن تقطع درباً طويلاً قبل أن تستعد الهند لدخول المنظمة. الهند كما أسلفت دولة علمانية وليست لدينا ديانة رغم أن عدد المسلمين في الهند يصل إلى حوالي 160 أو 170 مليوناً وهم يشكلون 12 أو 13 بالمائة من عدد السكان. وكما قلت فإن الهند لا تسعى لأن تحصل على عضوية المؤتمر الكاملة أو على وضع المراقب.