رصد عالم أحياء ألماني قيمة جائزة اكاديمية فاز بها في وقت سابق لأغراض استكشاف أسرار عيون السمك على أمل التمكن يوما من الإفادة من قدرة خلاياها على تجديد نفسها، في علاج مشكلات العين البشرية. تشبه عيون الأسماك العيون البشرية إلى حد كبير، مع فارق واحد جوهري، ذلك أن عيون الأسماك تبقى في طور النمو طوال حياة السمكة، بينما يولد البشر بأعين مكتملة. ويمتد اهتمام العالم الألماني ليشمل عيون الفقاريات بوجه عام، رغم أنه متخصص في الأسماك، ويأمل أن يؤدي بحثه في طريقة تكون عيون السمك إلى مساعدة العين البشرية في توليد خلايا الأجزاء التي تعرضت للتلف. يقول فيتبروت الذي أحب الأسماك منذ صغره أن العين البشرية تحوي نوعا من الخلايا لديه القدرة على إعادة تجديد نفسها. وطور فيتبروت ورفاقه في الجامعة الألمانية الراقية، مجهرا خاصا يستطيعون بواسطته مراقبة التطور الجنيني في السمكة منذ كانت خلية واحدة وحتى اكتمال نموها كسمكة. بعدها يقوم الباحثون- الذين يعملون بالتعاون مع مختبر علم الاحياء الجزيئي الأوروبي-باستخدام تكنولوجيا الحاسبات الآلية لإسراع وتيرة عملية التطور وتتبعها. في البداية تبدو السمكة كرة تهيم الخلايا بداخلها على وجهها دون هدف أو توجه، فجأة وبدون مقدمات تتحرك مجموعة معينة من الخلايا نحو القلب، كما لو كانت قد تلقت أمرا سريا، ينشأ العمود الفقري ببطء، بينما تتحرك خلايا أخرى أعلى وأسفل لتشكل الرأس أوالذيل. وتمكن فيتبروت من خلال بحث أجراه عن سمكة ميداكا وهي فصيلة يابانية، من تحديد الجينات الرئيسية المسؤولة عن تكون العين، واكتشف أن الخلايا في الجنين تتم برمجتها في مرحلة مبكرة على تخليق عضو البصر وتحريكه للموقع المخصص له.