أحلام تتطاير فوق كل غصن، وهج يتقد بالحماس، نبض يرسم أحلى رقصات الأمل القادم، إنها الرغبة الجامحة لرؤية الورود تتفتح، والفراشات تتطاير هنا وهناك. تُداعب أوراق الشجر وأغصانه، تهزها الرياح فتقفز من غصن لآخر ومن شجرة لأخرى، رحلة الحياة الممتدة فوق عقارب الساعة ودقائقها، تتوقف ثم تواصل السير في كل اتجاه لعلها تجد مخرجاً يروي ظمأها، ويجعل حلمها واقعاً تعيشه، تنطق الآهات والأحلام عند شروق شمس كل يوم تتمدد مع بزوغ أشعتها معلنة بداية جديدة في حياتنا ولكن ما ترتفع درجة حرارتها حتى تبدأ تتبخر، مع ساعات العمل وحركة الحياة وعجلة الدائرة هنا وهناك بحثاً عن الرزق، انغماس في الكد ومعترك الحياة اليومي، ضوضاء لا تدع لك فرصة للتفكير بل الاستمرار في العمل لا غير..! بعد يوم مجهد ومضنٍّ لحظات غفوة بعد تعب ترفض أن تدع لك أية فرصة للحلم والتحليق، بل مواصلة للعمل أو الدراسة ولكن وأنت نائم، فحتى أحلام تلك الفترة لا تعطي لخيالك الفرصة للراحة، تصحو بعد ساعات قليلة، قد تكون مرهقة أكثر من نوم هادئ يلملم حروف خيالك.. لتبدأ الشمس بالرحيل بهدوء يلف المكان بالظلام. ويخفف من قوة الضوء، ولنبدأ مرحلة السكون والهدوء والراحة الحقيقية ولكن..! طبيعة الحياة وظروفها العملية لا تعطيك تلك الفرصة بل تجعلك على تواصل مع ما بدأته في الصباح لتعود للعمل من جديد ولكن مع أنوار الكهرباء المزعجة فتستمر تعمل وتعمل حتى ترهقك كل الأوراق والنقاشات لساعات، ينتهي الوقت المحدد للعمل فتتوقف لتعود لمنزلك مثقلاً مجهداً بالهموم والمتاعب، وبعد ساعات قليلة تلجأ إلى سريرك لتتمدد باحثاً عن الراحة، تنطلق بك الهواجس في كل الأركان تبدأ في التخطيط ليوم جديد ومستقبل مشرق، الشابة تحلم بزوج المستقبل الذي صورته المسلسلات فارساً يمتطي الجواد الأبيض وينطلق بها بسرعة فائقة نحو تحقيق حلمها في العيش بسعادة يسافر بها إلى كل الحدائق المليئة بالورود إلى الجبال الخضراء إلى أصوات العصافير الجميلة العذبة، والفراشات المحلقة بألوانها الرائعة صورة حلم بمنتهى الجمال لاتود أن تنفك عنه حتى وإن اقتربت ساعات الفجر، وما أن تنام لدقائق كثرت أو قلت حتى تصحو بصور أختها الصغرى أو والدتها (صيفتوا على الشغل أو المدرسة يالله أخلصوا) فلا تكاد تعاود النوم لحظات حتى ترتفع أصوات منبهات الباصات العالية داخل الحي، فتصحو من حلم لم يكتمل، الشاب له نصيب من هذا الحلم وإن كان أقل وأقرب للواقع قليلاً، يحلم أن ينهي دراسته ويلتحق بوظيفة ويحلم بمنزل وزوجة وأطفال وسيارة يجمع كل ما يحلم به في دقائق، أخيراً يتذكر صعوبة البحث عن وظيفة وغلاء المهور وارتفاع الإيجار يخلد للنوم ليصحو باكراً خوفاً من الخصم أو الحرمان من المادة إن كان طالباً..، لذا يجب أن يُدرك الكثير أن تحقيق الأهداف يبدأ بالحلم ولكن أن تكون حياتنا أحلاماً فقط دون تعب وعمل وجد فلن نستطيع أن نصل لأهدافنا، لأن الحياة إن لم يكن بها صعوبات فلا طعم للنجاحات بها، والاتكال على الأحلام لن يحقق لنا شيئاً في الحياة، لأن وطننا يحتاج لشباب يعمل ويبذل ويجتهد وليس لشباب يحلم فقط!