يبدو أن العمالة في دول الخليج شرّ لابد منه، وأنها جزء من ثقافة المجتمع. فلو أردت رسم صورة للأسرة الخليجية فلابد أن تكون العاملة المنزلية جزءاً من الأسرة. اذهبوا إلى المطاعم والأسواق وتأملوا العاملة موجودة في كل الأوقات والأماكن بل البعض يأخذها معه في حله وترحاله!!. الموضوع ثقافي جداً ولو أردنا تعريف الأسرة في العالم لا ننسى أن نضيف في تعريف الأسرة السعودية الشغالة . وهذه حقيقة عكستها لي حكاية أم عن ولدها البالغ من العمر بضع سنوات عندما غادرت الشغالة دهش كيف تتركهم وسألها ما إذا كانوا سيرحلون جميعاً معها لأندونيسيا؟!. المهم موضوعي هذا عن ما يجري من هذه العمالة بالذات، عن الذي كنت أسمع عنه حتى أراد الله وأن يحل الأمر بي! رغم حسن معاملتي لهن والتي كنت أُلام عليها من أنني أدللهن كثيراً، فالعاملة عندي لا تعمل لأكثر من ست ساعات يومياً، وعملها ينتهي مع الساعة الرابعة مساءً، ولها إجازة نهاية الأسبوع . لها غرفتها الخاصة وتلفزيونها الخاص وآخذها معي للأسواق والمطاعم، وأسمح لها بتبادل الزيارات مع بنات دولتها، وأرفع معاشها سنوياً. وأؤمن بحقهن في السفر سنوياً مثلهن مثل الأجنبي الذي يعمل في الشركات . بل لهن الأولوية فهن أمهات تحتاج الواحدة منهن أن لا تنقطع عن أطفالها لفترة طويلة. المهم كل ذلك لم يستثنني من هروبهن فقبل سنتين هربت عاملتي الأندونيسية قبل أن تعرف وتلم بخريطة بيتي الصغير، علماً بأن هذه أول مرة لها في السعودية!!. اتصلت بالمكتب الذي أحضرها وخبّرته بما حصل وكان أن غلط وقال يا دكتورة الشغالة تقول إنك تضربينها . طبعاً كانت زلة لسان منه فكيف عرف أين هي؟!. المهم اختفى هذا الشخص وأنا لا أضرب عصفوراً فكيف أضرب إنساناً؟!. وتركني منذ ذلك الحين في حيرة وتفكير هل بعض المكاتب يا ترى تحضر العمالة وتساعد على هروبها مرة أخرى؟ لتوظفها بمعاش شهري أكثر تستفيد هي والعاملة منه؟!. وقبل أسبوع فقط هربت العاملة من عندي مرة أخرى بعد سنتين من العمل!! وهي كانت لّمحت في الفترة الأخيرة أن هناك شخصاً وعدها بمعاش أكبر إن تركتني!! وعندما ذهبتُ للتبليغ عن هروبها وجدت العديد ممن هربت العمالة من عندهن، والغريب أن بعضاً من النساء ذكرن أن العاملة هربت من أول أسبوع .. ما الحكاية إذن ؟!