واصل الثوار الليبيون أمس هجومهم ضد قوات الزعيم معمر القذافي لليوم الثاني بدعم من غارات حلف شمال الاطلسي بعد الاستيلاء على منطقة غوالش في الصحراء التي تبعد حوالى 50 كلم من طرابلس. وبعدما تلقوا دعما عبر الاسلحة التي القتها فرنسا جوا وبالتنسيق مع الضربات الجوية التي يشنها حلف شمال الاطلسي الهادفة الى ضرب خط الدفاع الاول لقوات القذافي، هاجم الثوار قوات النظام في سهول جنوب غرب العاصمة. وتعتبر المنطقة التي استهدفها هجوم الثوار استراتيجية لانها تضم مدينة الغريان الحامية وهي معقل للقوات الموالية للنظام في جبال نفوسة. وقال احد قادة الثوار في الزنتان "كنا ننتظر قبل شن هذا الهجوم، لقد حصلنا اخيرا على الضوء الاخضر من قبل الحلف الاطلسي وقد بدأ الهجوم". وافاد احد المراسلين ان معارك عنيفة وقعت جرى خلالها تبادل نيران المدفعية وقذائف الهاون مع القوات الحكومية في محيط غوالش. واضاف انه خلال المعارك التي سمحت للثوار بصد قوات معمر القذافي، اسر الثوار الليبيون عددا من المرتزقة افاد العديد منهم انهم اتوا من غانا ومالي. وبعد انسحابهم من محيط سهول بلدة بئر الغنم الاسبوع الماضي، تعهد المتحدث باسم الثوار العقيد احمد عمر باني السبت الماضي بان قواته ستحاول قريبا دفع خط الجبهة شمالا. وياتي الهجوم الاخير بعدما اعلنت فرنسا وقف القاء اسلحة من الجو للثوار لانهم اصبحوا اكثر تنظيما ويمكنهم تسليح انفسهم. وعلى الصعيد السياسي قام دبلوماسي صيني كبير بزيارة بنغازي والتقى اعضاء من المعارضة كما افادت وسائل الاعلام الصينية الرسمية أمس . والتقى تشين تشياودونغ المكلف ملف الشؤون الافريقية في وزارة الخارجية الصينية، مسؤولين من المجلس الوطني الانتقالي، الهيئة السياسية الممثلة للثوار كما افادت وكالة انباء الصين الجديدة. ودعا تشين الى حل سياسي سريع للازمة المستمرة منذ اربعة اشهر وحث الثوار على اجراء محادثات مع المسؤولين الموالين للقذافي كما اضافت الوكالة. وحتى الاونة الاخيرة كانت الصين تحافظ على سياستها التقليدية القائمة على اساس مبدا عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واعتماد الحياد في النزاع، ودعت عدة مرات الى حل سلمي للنزاع. قاذفة تابعة للثوار تمطر كتائب القذافي بالصواريخ خلال المواجهات (أ.ف.ب) لكن يبدو الان انها اصبحت اكثر ضلوعا مع اعتراف بكين الشهر الماضي بالمعارضة الليبية "شريكا مهما في الحوار" بعد اجراء محادثات بين وزير الخارجية يانغ جيشي والمسؤول في المجلس الوطني الانتقالي محمود جبريل في العاصمة الصينية. وقد قدم الغرب دعما دبلوماسيا وماليا للمجلس الوطني الانتقالي الذي اعترفت به حوالى 12 دولة بينها بريطانيا وفرنساوالولاياتالمتحدة. إلى ذلك، طلبت المعارضة الليبية من تركيا تمكينها من التصرف في الأصول المجمدة للرئيس الليبي معمر القذافي وعائلته في البنك العربي التركي، الذي يملك البنك المركزي الليبي 62.37% ، أو ما يوازي 703 ملايين دولار من أصوله. وذكرت مصادر دبلوماسية أن طلب المعارضة الليبية جاء خلال مباحثات مسئول العلاقات الخارجية بالمجلس الوطني الانتقالي للمعارضة الليبية محمود جبريل مع المسئولين الأتراك على مدى اليومين الماضيين. وأضافت المصادر أن القانون الدولي لا يتيح لتركيا أن تفعل ذلك وان قرارات مجلس الأمن الخاصة بليبيا ليست كافية لتمكين المعارضة من التصرف في الأصول المجمدة للقذافي وعائلته، ولذلك وقعت مع المعارضة الليبية أمس اتفاقية قرض بقيمة 200 مليون دولار إضافة إلى 100 مليون دولار تم تقديمها من قبل كمساعدة للشعب الليبي. وبحسب المصادر فإنه ليست هناك أرضية قانونية للإفراج عن الأصول والأموال المجمدة للقذافي وعائلته، وتسليمها للمجلس الوطني الانتقالي للمعارضة الليبية، وأن هذا الموضوع سيطرح على أجندة اجتماع مجموعة الاتصال الدولية الخاصة بليبيا في اسطنبول في 15 يوليو الجاري. وأشارت المصادر إلى أن أنقرة تعتقد أن قرارات مجلس الأمن الدولي، والخطوات التي قدمت بشكل منفصل من جانب الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي ضد نظام القذافي ، حدت من حرية حركة الأموال الليبية في الخارج. وقد طالب جبريل، الذي التقى الرئيس عبدالله جول ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية أحمد داوداوغلو، المجتمع الدولي بتقديم مساعدات عاجلة للشعب الليبي، وألا يكتفي بمجرد موقف مساند للكفاح ضد نظام القذافي لأن الشعب الليبي يعانى نقص الغذاء والدواء. مشيرا إلى انه طلب من مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا عبدالإله الخطيب أن يبلغ أعضاء مجلس الأمن الدولي رسالة مفادها أن الشعب الليبي بحاجة لاسترداد أوصول وأموال النظام الليبي في الخارج. من جهتها، قررت ايطاليا التي تواجه صعوبات كبيرة في الموازنة، سحب حاملة الطائرات "غاريبالدي" من العمليات العسكرية ضد نظام معمر القذافي بهدف توفير اكثر من 80 مليون يورو. وقال وزير الدفاع اينيازيو لاروسا في ختام جلسة لمجلس الوزراء تم خلالها تبني قانون اعادة تمويل المهمات العسكرية في الخارج "لقد خفضنا نفقاتنا في ليبيا من 142 مليون يورو خلال الفصل الاول الى اقل من 60 مليونا للفصل الثاني". واضاف "درسنا آلية لا تجعل من نشر سفينة غاريبالدي وطائراتها الثلاث في المنطقة امرا ضروريا ما يعني خفض عدد افراد الطاقم بالف عنصر. وستستبدل هذه الطائرات باخرى موجودة في قواعد" جوية مشيرا الى ان سفينة اخرى ستسحب ايضا. وتابع ان سفينة اصغر ستحل محل سفينة غاريبالدي. وتنشر ايطاليا سفنا عدة منها غاريبالدي في اطار عمليات حلف شمال الاطلسي في ليبيا. وتشارك ايضا بثماني طائرات وتضع سبع قواعد جوية في تصرف طائرات الدول الاخرى المشاركة في التحالف. واضاف الوزير ان مجمل المهمات العسكرية في الخارج التي يعاد تمويلها كل ستة اشهر "خفضت كلفتها بحوالى 120 مليون يورو من 811 مليونا خلال الفصل الاول الى 694 مليونا".