تمزج الكاتبة والأديبة السعودية هند العمري بين الواقع والخيال بأسلوب (فانتازي) عبر تنام سردي في روايتها الجديدة (وأخيراً.. انتصرت على ضعفي) التي أصدرتها مؤخرا.. والتي تضم أربعة عشر فصلا تسرد خلالها العمري أنثى تعاني من غيبوبة تتجلى على مرآة أنثى أخرى مدللة لا تعرف من الحياة إلا سطحيتها .. يجمع بينهما الفراغ والوحدة والفضول، وتتشعب الحوارات بين البطلتين إلى قصة حب الفتاة "الروح" التي أدت بها إلى غيبوبتها ورفض الواقع من خلال الانتقال بالزمن من الماضي إلى الحاضر. تقول العمري عن روايتها: إن الرسالة التي تبعث بها الرواية أنه يجب على الأنثى أن تحب نفسها أكثر من رجُلها ، كما أنه يجب على الأم تفعيل دورها الحقيقي بحياة أبنائها بالثقة بهم ومتابعتهم، وإلى أنه يجب على الرجل أن يتعلم تحمل مسؤولية الحب ويرتقي به، ويصبح له قيمة كبيرة في حياته. الغلاف وتنطلق العمري في (وأخيرا انتصرت على ضعفي) من تناول الأحداث بالمزج بين الخيال والواقع عن طريق توظيف عنصر الزمن والانتقال من محطة زمنية إلى أخرى.. بحثا عن بث شيء من التشويق الذي يأخذ بيد القارئ إلى متابعة الأحداث وتتبع مسالك شخوص الرواية والإثارة والتحدي لمتابعة الأحداث. تقدم العمري في ثنايا حديثها عن إصدارها رفضا بأن يصنف على أنه قراءة لعالم الأرواح، مع إشادتها بهذا العالم التي حركت فيه شخوصها واصفة إياه بالخصب.. وتقول عنه - أيضا - : عالم الأروح.. الم واسع جذاب .. أشبه بمحيط بلا شطآن، الحقيقة فيه غائبة ، تائهة بل ربما تكون لا وجود لها من الأساس، مهما تكلم المتكلمون .. واجتهد المجتهدون .. وتحدث المفكرون تبقى كالوهم، لكن عندما تختارك لتحكي لك حكايتها، ينقلب ميزان الأمور وتعتريك الدهشة) لترصد عبر حبكة سردها بين الأحداث والزمكانية مشهدا سرديا سعت إلى أن تشكله عبر سردها، ليمثل رحلة في روح الأنثى الأنموذج وتعرية للأخرى المدللة.