أكد الإعلامي السعودي والمذيع بقناة العربية محمد الطميحي تعرضه لضغوط بسبب تغطية الثورات العربية وخاصة فيما يتعلق بسوريا، وقال الطميحي بأنه تعرض شخصياً لعدد من المضايقات التي تطالب بتغطية تتوافق مع شرائح معينة من الجمهور مؤكداً أن ذلك لم يؤثر على الحيادية التي يسعى لها من خلال الحوارات التي يجريها مع الشخصيات الرسمية ورموز المعارضة لدى أي دولة عربية. المزيد في هذا الحوار: * لاحظنا تعرض قناة العربية والعاملين فيها وخاصة المذيعين لهجمات من قبل وسائل الإعلام في البلدان التي تشهد ثورات شعبية، كيف تتعايشون مع هذه الضغوط؟ - هذه ليست المرة الأولى التي نتعرض فيها لضغوط من هذا النوع، لأن الحيادية لا ترضي الجميع فكل طرف يريد انحيازك الدائم تجاهه ويطالب بأن يكون صاحب المساحة الأكبر في التغطية حتى ان البعض يحسبها عليك بالدقيقة والثانية، وإذا أحس بأنه لم يؤدّ بالشكل الذي يراه مناسباً للجهة التي يمثلها يقلب الطاولة ويشكك في مصداقيتك وعدالة محطتك. * كيف ينعكس ذلك عليك أنت كمذيع؟ - المذيع هو دائما واجهة المحطة، والمشاهد لا يرى ما يجري في الكواليس، المذيع لا يصنع الحدث، ولا يعد التقرير، وليس المسؤول عن كتابة الخبر وان كان يشارك في التحرير فأي خطأ في النقل يتهم المذيع بالكذب وبالتزوير، وتظهر صوره عبر وسائل الإعلام وكأنه ألد أعداء هذا البلد وتظل صورته في ذهن المشاهد حتى لو لم يكن المقصود في الأساس. * هل حصل معك موقف مماثل؟ - كثيراً، آخرها في تغطيتنا للوضع في سوريا، كان هناك تقرير يتحدث عن "الشبيّحة" في سوريا وهو الوصف الذي يطلق على العصابات المسلحة الموالية للنظام والتي كان لها دور كبير في قمع المتظاهرين، التقرير ظهر في نشرة الرابعة التي أقدمها وكان هناك لقطة وضعت عن طريق الخطأ في التقرير اتضح أنها من لبنان وليس من سوريا، مما دفع بوسائل الإعلام السورية إلى التشكيك في كامل القصة من خلال لقطة واحدة، وظهرت أنا أكثر من مرة على التلفزيون السوري وكأني المسؤول عن هذا الخطأ. * هل تعرضت لمضايقات جراء ذلك؟ - للأسف هناك عدد كبير من المشاهدين، يتسرعون في الحكم، متأثرين بعواطفهم الشخصية وكثيراً ما أدخل في نقاشات حادة أحياناً مع أشخاص أصادفهم في تعاملاتي اليومية، وهم معذورون في ذلك لأن معلوماتهم كانت مبنية على أخبار من مصدر واحد ولكن سرعان ما يتراجع بعضهم عن مواقفه عندما تتضح الحقائق. * هل تلك الضغوط هي ما دفعت بالمذيعة المنضمة حديثاً إلى المحطة نادين خماش إلى الانهيار والبكاء على الهواء عند قراءتها لخبر عن سوريا؟ - أولاً الزميلة نادين من الوجوه المتميزة التي فتحت لها محطة العربية المجال لكي تثبت نفسها وتتميز، وأنا أتوقع لها حضوراً لافتاً في الإعلام العربي خلال السنوات المقبلة، وبالنسبة للموقف الذي حصل معها على الهواء فهي المخولة بالحديث عنه، ولكني أعرف تماماً أنه لا علاقة للموقف بالأزمة في سوريا. * هل لرحيل المذيعة السورية زينة يازجي عن العربية علاقة بما يجري في سوريا، ولماذا ترك محمود الورواري العربية وعاد إلى مصر؟ - ليس لديّ معلومات كافية فيما يتعلق بغياب الزميلة زينة يازجي ولكنها نالت النصيب الأكبر من الضغوط بعد تغطية العربية للحركة الاحتجاجية في سوريا، ولا ننسى بأن زوجها النجم السوري عابد فهد هو الآخر تعرض لضغوط مشابهة لتلك التي تعرض لها الفنانون في مصر حين حدثت حالة استقطاب وتخوين من قبل الموالين للنظام أو للثوار في ميدان التحرير. وبالنسبة للزميل محمود الورواري فإن عودته تتزامن مع مرحلة جديدة في الإعلام المصري بعد سقوط النظام السابق، وللأمانة كان الورواري نجماً في تغطية العربية للثورة المصرية، وقد بدأ الآن في حصد ثمار تلك النجومية. * ما أكثر ما شد انتباهك في تغطيتك للثورات العربية الجارية الآن؟ - اختلاف رواية الأحداث من طرف إلى آخر مما خلق تضارباً يصعب معه معرفة الحقيقة، هذا ما جرى في تونس ومصر، ويتكرر الآن في ليبيا واليمن ويتضح أكثر في سوريا، أيضاً تجاهل الزعماء لما يجري في خطاباتهم المتكررة التي تكشف مرة بعد مرة الانقسام الحاصل داخل الشعب الواحد، حتى أن زعيماً عربياً يهاجم المتظاهرين في بلاده ويتهمهم بالجرذان، وساعة يقول من أنتم، أو يتهددهم بالملاحقة من مكان إلى آخر أو زنقة زنقة وهذا أمر لا يخلو من الغرابة والطرافة. * لماذا تتغير مواقفكم كمذيعين، أحياناً مع الثوار وأحياناً مع النظام في تغطيتكم للأحداث؟ - المذيع يسقط عندما يتخذ موقفاً من الأحداث التي يتناولها، وحياديته تفرض عليه أحياناً أن يتمثل دور الطرف الغائب وهذا ما يعرف بمحامي الشيطان، بل في بعض الأحيان يتطلب الموقف أن تكون الشيطان بحد ذاته!، ولكن لابد من إعطاء الضيف المساحة الكافية للإجابة، والتعبير عن موقفه، هذا الشيء هو ما خلق لدى المشاهد الإحساس بأنك تغير مواقفك. * ولكنكم دائماً تقاطعون الضيوف ولا تمنحونهم المساحة الكافية؟ - أنت كمذيع محكوم بوقت لكل مقابلة لأن النشرة تحتوي على العديد من الملفات، والمقاطعة تأتي أحياناً إذا كان الضيف قد خرج عن الموضوع أو بدأ في تكرار المعلومات أو التهجم على أشخاص أو جهات بعينها وعندها لابد من الانتقال إلى سؤال جديد أو إنهاء المقابلة. * هل هناك تنسيق بشأن هذه الأسئلة مع مسؤولي التحرير في المحطة؟ أم أنها من صلاحيات المذيع؟ - هنالك اشتراطات وأطر عامة يتم الاتفاق عليها مع فريق التحرير، لكن المذيع هو من يملك القرار الأخير في ذلك، نظراً لتغير مسار الحوار وظهور معلومات أو استفهامات جديدة أثناء المقابلة، فيجب على المذيع أن يكون حاضراً دائماً وقبل ذلك الإلمام والتحضير للمقابلة بشكل جيد. * مع ظهور محطات إخبارية جديدة ومنها محطة سعودية، هل فكرت بالانتقال والرحيل عن العربية؟ - العربية مدرسة لازلت في بداياتي معها رغم مرور أكثر من ثلاث سنوات، ولكن في الأخير أنا مذيع محترف أبحث عن الفرصة التي أتميز من خلالها وما دامت الفرصة متاحة من خلال مجموعة إم بي سي فلماذا الرحيل. • المتابع لصفحتك على الفيسبوك أو تويتر سيلاحظ عمق تعليقاتك السياسية والاجتماعية، هل فكرت في تحويلها إلى مقالات؟ - أولاً ما أكتبه هو موقفي أنا بعيداً عن "العربية" لأن عملي لا يتيح لي فرصة التعبير عن أفكاري، وحين أرى بأن الوقت قد حان فلن أتردد في الكتابة بشكل منتظم، ومن يدري فقد يكون ذلك من خلال جريدة الرياض التي بدأت فيها رحلتي في عالم الصحافة.