انه استفسار يتكرر على مسامعنا في السنوات الاخيرة باستمرار ونتمنى ان نجد له ردا وحلا سريعا يعيد لنا الامل من جديد لانه لم يعد هنالك ما يبرر التراخي والتأجيل فالدولة ايدها الله قدمت الغالي والنفيس واعتمدت الميزانيات الوفيرة وشددت على اهمية سرعة التنفيذ والانجاز. وبالرغم ان حركة التطوير في مفهوم ادارة المطارات تتغير بسرعة طائرات الكونكود الا ان هؤلاء المتسوفين متهاونون وغير مبالين ويسيرون سير السلحفاة ويومهم يقدر بسنة وشعارهم "ان تأتي متأخرا خير من الا تأتي ابدا" بالرغم ان هذ المثل يستخدم لتبرير حالة طارئة وموقف عابر وتأخير نادر ولكن كعادتهم اعمالهم واقوالهم خاضعة للتسويف فمن هنا مشاريعنا وتطبيق انظمتنا لا زالت تحبو في سباق يستخدم به الاخرون مركبات نفاثة و"كبسولات فضائية". اقول ذلك بسب المرارة التي يتجرعها المواطنون والضيوف الزائرون بسبب عنجهية واستغلال كدادة تكاسي المطار تلك الظاهرة التي تخلف سلبيات عديدة واصبحت مأساة حقيقة بكل ما تعنيه الكلمة. وكغيري من الكتاب تناولت هذا الظاهرة في مقال سابق قبل عام بالكمال والتمام وعلى ضوئه طرح ما جاء فيه للنقاش عبر اثير اذاعة الرياض في برنامجها الشهير حديث الناس وكان ضيف الحلقة مدير عام المطار المكلف الاستاذ عبدالله بن محمد الطاسان الذي اكد لنا وللمستمعين خلال اجابته بأن ادارة المطار تعاقدت مع احدى الشركات المتخصصة لتنظيم خدمات سيارة الاجرة وفقا للمعايير المطلوبة مؤكدا ايضا في تصريحه لجريدة الرياض في العدد رقم 15345 الصادر بتاريخ 29 يونية 2010م بان المشروع سوف ينتهي بعد اربعة شهور!! ولكن حتى الان مرت سنة وتنظيمات المطار مالها على البال طاري!! فلا ندري متى يطبق النظام المزعوم ومتى يتم القضاء على ظاهرة سائقي سيارات النقل وخاصة غير المرخصة الذين يمارسون سلوكيات سلبية مع المواطنين وضيوف المملكة الزائرين؟! انهم غير منظمين ويضايقون القادمين بعبارتهم المشهورة «تاكسي يا ولد»، "سيارة يا لأخو" والامر المزعج انهم لا يقتنعون في حالة الاعتذار بل «يلحون» بأساليبهم الجافة والنزقة حتى يجبروا الاخرين على التجاوب معهم (بالإكراه والأسوأ من ذلك أن تلك "الفتوة" لا تقتنع لما يقدم لها من مبالغ وفقاً للائحة الأسعار المحددة والمعتادة بل يشغلون الناس بالمساومة والضجيج وكأنهم (دلالين) حتى يحصلون على المبالغ التي يشترطونها بأنفسهم. والمشوار الذي يناسبهم ويبقى دائما الراكب تحت رحمتهم خاصة في الاوقات المتأخرة لعدم توفر سيارة الاجرة المرخصة. ومن ضمن المواقف الغريبة والمشينة المتكررة هو ان أحد هؤلاء الكدادة استغل جهل ضيوف أجانب عن الأسعار والأنظمة حيث قام بإيصالهم إلى أحد الفنادق وعند وصولهم واستفسارهم عن الحساب طلب منهم (مائة) يقصد ريال، مع العلم ان حسابه في الاصل 45 ريالا وعندما أخرجوا له مائة دولار استغل السائق جهلهم قائلاً بلهجته العامية وبلغة إنجليزية مكسرة (ون هاندرت يورو) وبالفعل ابتزهم وحصل على مبتغاه وقام يتباهى عند جماعته بهذا الدهاء والانتصار!! انهم يتربصون ببعض العمالة القادمة الوافدة ويحصلون على جوازاتهم ثم يساومون كفلاءهم لإيصالهم وبمبالغ خيالية وفي حالة امتناع الكفيل يقومون ببيع خدمات هؤلاء العمالة المساكين خارج الرياض في المزارع او المراعي وبمبالغ طائلة تصل الى 1500 ريال عن كل عامل. والسائقون الآخرون الذين يجمعون عدداً من الضيوف والركاب في سيارة واحدة بالرغم من اختلاف جنسياتهم ووجهاتهم التي يريدون الوصول إليها، نحن بلا شك نقدر أبناء الوطن الذين يبحثون عن الرزق ولقمة العيش والكسب الحلال بعرق جبينهم، وبالطرق المشروعة والنظامية، ولكن ليس بالالتفاف والتحايل والإساءة لانه يحز في انفسنا ان نستخدم سيارات السائقين التي يقودها اجانب وتجاهل عيال الديرة ويحز في انفسنا ايضا اننا نتذمر كثيرا من السلوكيات في مطارات بعض الدول السياحية.. فمن باب اولى ان نبدأ بأنفسنا ونجعل الوقاية تسبق العلاج كون هذه الظاهرة بدأت بالتفشي والازدياد واصبحت تسيء الى شعبنا ووطننا وتشوه جمال الصرح الحضاري (المطار) الذي هو المرآة الاولى التي تعكس الانطباع العام. لذلك من الضروري سرعة التصدي لتلك السلوكيات السلبية والقضاء عليها سريعا دون مماطلة او تسويف اخيرا: لغة الارقام تشير إلى أن مطار اللك خالد دخل في قائمة المطارات الاعلى نموا في اعداد المسافرين وسعيا لمواكبة هذا الازدياد الملحوظ اعلن قبل نحو عامين عبر وسائل الاعلام عن خطط شاملة لتطوير مطار الملك خالد الدولي وتحويله الى مدينة خدمية اقتصادية متكاملة الخدمات.. الا اننا لم نلحظ أي اثر لهذا المشروع على ارض الواقع!!