سوف أبدأ بتعريف الاغتراب من واقع المعايشة الذي عشته فهو الألم النفسي والاجتماعي الناجم عن الابتعاد عن الأرض والأهل والبيئة الاجتماعية المألوفة لديك، ولعل ما يخفف هذا الألم الذي نعيشه كمغتربين هو الأحلام الوردية التي ترافق كل مغترب عندما يتواصل باستمرار مع الوطن بكل ما فيه من أهل وأحبة وذكريات وعندما يفكر فيما بعد العودة. لعلي في البدء وضحت الألم النفسي والاجتماعي الذي نعيشه وتحدثت كيف نعالجه بالأحلام التي تظل أحلاماً، فهل بقيت مشاكل أخرى يعيشها هذا المغترب، بالطبع نعم.. لكن ليس لكل مشكلة حل، ومن هذه المشاكل، المشكلة الأولى تبدأ بعد نزولك من ادراج سلم الطائرة وتجاوزك لجوازات البلد الجديد وهي الخوف من المجهول، كيف تتغلب على هذا الخوف طبعاً بعدها تعرف المجهول ويصبح هذا المجهول معلوماً لك، هنا تنتهي هذه المشكلة، ولكن تبدأ مشكلة أخرى وهي معرفة اللغة لذلك البلد التي تعد هي النافذة الحقيقة للتواصل والتعامل مع هذا العالم الجديد والمجهول لك، ثم تأتي مشكلة اختلاف القيم والعادات والتقاليد وكلا المشكلتين السابقتين (الثانية والثالثة) يمكن أن تعالج بالزمن والصبر والاجتهاد، ولكن مع الزمن الذي يعد علاجاً للمشكلتين السابقتين تخرج لك مشكلة رابعة وهي التي عجزت عن ايجاد حل لها بل أراها تزداد كل يوماً اتساعاً وعمقاً ألا وهي الشوق والحنين للوطن الأم والأم. مع انني استخدمت كل الحلول السابقة من صبر واجتهاد وتعلم وحتى أحلام ولكن بدون جدوى في حلولي.. ولعل الاخوة القراء يعرفون أو يكتشفون العلاج لمرض الشوق والحنين للوطن ويدلوننا عليه. ٭ مغترب سعودي في المملكة المتحدة